تعيش مدينة جدة منذ الساعات الأولى من مساء اليوم أجواء استثنائية بطابع جزائري خالص، بعدما بدأ أنصار المنتخب الوطني في التوافد بكثافة نحو محيط ملعب الأمير عبد الله الفيصل، استعدادًا لمتابعة الودية المرتقبة التي تجمع “الخضر” بالمنتخب السعودي، ضمن استعدادات الفريقين للاستحقاقات الدولية القادمة.
وتحوّل محيط الملعب إلى فضاء نابض بالألوان الوطنية، حيث رفرفت الرايات في كل الجهات، وسط حضور جماهيري كبير قدم من مختلف المدن السعودية، على غرار الرياض، الدمام، الخبر، والطائف، إضافة إلى الجزائريين المقيمين في جدة، الذين شكلوا النسبة الأكبر من الحضور. كما شهد المكان وصول مجموعات من الجالية الجزائرية القادمة من الدوحة، دبي، وحتى من بعض المدن الأوروبية، ما جعل الأجواء أقرب إلى مباراتي رسمية منها إلى ودية.
الهتافات تعالت بشكل مبكر، إذ ردد الأنصار الأهازيج التقليدية التي ترافق المنتخب الوطني في كل تنقلاته، على غرار “وان تو ثري فيفا لالجيري” و“جيبوها يا لولاد”. الأجواء الاحتفالية كانت واضحة من خلال التجمعات العائلية، والتقاط الصور التذكارية، وارتداء القميص الوطني بأجياله المختلفة، بينما حمل البعض صور اللاعبين والناخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش.
اللافت في المشهد هو الحماس الكبير لدى الجماهير رغم الطابع الودي للمباراة، ما يعكس شغف الجزائريين بمنتخبهم وثقتهم في المجموعة الحالية التي تستعد لدخول مرحلة حاسمة قبل كأس أمم إفريقيا 2025. كما حرص كثير من الأنصار على الحضور مبكرًا لتأمين أماكنهم داخل الملعب، والمشاركة في خلق أجواء جزائرية خالصة قبل انطلاق المواجهة.
وتُظهر هذه الأجواء مرة أخرى ارتباط الجالية الجزائرية بالخضر أينما حلّوا، وقدرتهم على تحويل أي ملعب إلى ساحة تشجيع لا تختلف كثيرًا عن تلك الموجودة في ملاعب الجزائر. اليوم، وبمدينة جدة، يتجدد الموعد مع الجماهير التي تصنع الحدث دائمًا وتكتب فصلاً جديدًا من قصص الوفاء للمنتخب الوطني.
