يعيش المنتخب الوطني الجزائري أ’ مرحلة تحضيرية مهمة قبل دخول غمار كأس العرب، لكن الأسئلة التي تُطرح اليوم لم تعد مرتبطة فقط بالنتائج الودية، بل بمدى قدرة المدرب مجيد بوقرة على صناعة منتخب قادر على المنافسة والذهاب بعيدًا، بل والدفاع عن اللقب الذي حققه سابقًا سنة 2021 بقطر.
الخسارة في المباراة الودية الأولى أمام مصر بنتيجة 3-2 بالقاهرة لا تشكّل أزمة بحد ذاتها، فالنتائج الودية ليست معيارًا حكمًا على جاهزية المنتخب، لكن ما يثير النقاش هو الخيارات التي يعتمدها بوقرة، والتي تتكرر أخطاؤها في كل تجمع. البعض يرى أنّ الإشكال ليس في النتيجة، بل في توظيف اللاعبين واختيار الأسماء المناسبة.
من أبرز الملاحظات توظيف حميدي كظهير أيسر، رغم أنه لا يُجيد هذا الدور بالشكل المطلوب، وكان من الأفضل الاعتماد على ظهير حقيقي. أما في محور الدفاع، فعماد عزي قدم مستوى ضعيفًا جدًا، وخسر الكثير من النقاط، ومعه مداني الذي لا يبدو قادرًا على قيادة الخط الخلفي. وفي وسط الميدان، ظهر رياض بودبوز غير قادر على منح الإضافة، ما أثّر مباشرة على دغموم وبركان، بينما كان دراوي شبه غائب.
على الجانب الآخر، أظهر شعّال مستوى تنافسيًا كبيرًا رغم تلقيه ثلاثية، وأنقذ مرماه من أهداف محققة. أما عزي في الرواق الأيمن فبدا خيارًا يمكن تطويره، رغم أن حلايمية يبقى مرشحًا أول لشغل هذا المنصب. وفي الوسط، واصل ميرازيق أداء الأدوار المطلوبة منه، ويبقى قادرًا على التألق أكثر بوجود عناصر أفضل حوله. أما بولبينة فكان الأخطر هجوميًا، لكنه مطالب بتحسين قراراته ليصنع الفارق بشكل أكبر. في المقابل، خطف رفيق قيطان ونسيم الغول الأضواء، وقدّما أداءً لافتًا يجعلهما يدخلان دائرة حسابات بوقرة بقوة.
في المباراة الودية الثانية أمام مصر والتي انتهت بالتعادل دون أهداف، ظهر تحسّن واضح في بعض الخطوط، خصوصًا الدفاع الذي كان أكثر تماسكًا وتنظيمًا. الثنائي غزالة وعبادة قدما محورًا متناسقًا، بينما منح الظهيران بعوض وحلايمية انسجامًا أفضل للجهتين. فيكتور لكحل رغم التحاقه المتأخر فرض نفسه بسرعة، بفضل قدرته على إخراج الكرة وتنظيم اللعب والتحكم في الإيقاع. أما الخط الهجومي فشهد شيئًا من التحسن بعد التغييرات، لكن لا يزال بحاجة لأسماء تقدم الإضافة المطلوبة في بطولة قوية مثل كأس العرب.
المنتخب يمتلك أسماء واعدة وأخرى تحتاج لمراجعة، لكن الصورة الحالية تُظهر أن العمل ما زال قائمًا، وأن بوقرة مطالب بتعديل خياراته سريعًا قبل دخول المنافسة الرسمية. الحفاظ على اللقب ليس مستحيلًا، لكن النجاح يمر عبر اختيارات دقيقة، وانسجام حقيقي، وتوظيف صحيح لكل لاعب.

