رامز زروقي، رغم مشاركته في 43 مباراة دولية مع الجزائر، يظل لغزًا حقيقيًا في وسط المنتخب. الأداء المتواضع، الأخطاء المتكررة، وعدم القدرة على فرض نفسه سواء تحت قيادة بلماضي أو بيتكوفيتش، لم تمنعه من الاحتفاظ بمكانه الأساسي. في الوقت نفسه، لاعبين آخرين أكثر جاهزية وإنتاجية يبقون على مقاعد البدلاء، وهو ما يطرح علامات استفهام كبيرة حول منطق الاختيارات في وسط الميدان.
أخطاء متكررة
لعب زروقي يثير القلق أحيانًا. تمريراته البطيئة أو غير الدقيقة تعرّض المنتخب لمواقف حرجة، كما حدث أمام غينيا، حيث كانت إحدى تمريراته قريبة من أن تتحول لهدف مباشر للخصم، وهو ما كان قد يضر بحظوظ الجزائر في تصفيات كأس العالم 2026. أسلوبه المتحفظ والمتوقع يضع الدفاع في مواقف صعبة بشكل متكرر، ويزيد من ضغط الفريق في المباريات الحاسمة.
بن طالب و تيطراوي الأجدر
في المقابل، هناك لاعبين أثبتوا قدرتهم على تقديم الأفضل كل أسبوع في أنديتهم. نَبيل بن طالب مع ليل، يقدم أداءً متكاملًا ومتوازنًا، ويملك القوة البدنية والفنية لضبط وسط الملعب. ياسين تيطراوي، لاعب أساسي في الدوري البلجيكي، يظهر كل أسبوع تطورًا كبيرًا واستقرارًا فنيًا، ومع ذلك لم يحصل على فرص كافية لإظهار إمكانياته مع المنتخب، على الرغم من استدعائه الأخير.
لم يقنع مع فينورد
حتى على صعيد الأندية، لم ينجح زروقي في فرض نفسه. في فينورد، قرر روبن فان بيرسي أن اللاعب ليس ضمن خططه، مما أدى إلى إعارته لتفينتي. إذا لم يكن قادرًا على إثبات نفسه في نادٍ يشارك في المنافسات الأوروبية، لماذا يُصر على إشراكه كأساسي في المنتخب؟
اللافت أن أي لاعب آخر، لو ارتكب الأخطاء نفسها، لطُرد أو جرى استبعاده عن التشكيلة. زروقي يبدو “محميًا” بشكل غير مفهوم، بينما كل لاعب في المنتخب يلعب تحت ضغط كبير لتجنب الخطأ والحفاظ على مكانه. استمرار وضعه كأساسي، رغم العيوب الواضحة، يثير استياء الجماهير.
إصرار بلا مبرر
المنتخب الجزائري يمتلك لاعبين في وسط الميدان أكثر موهبة وحيوية، قادرين على قيادة الفريق بشكل أفضل. الإصرار على بقاء زروقي في التشكيلة الأساسية ليس فقط خيارًا غير منطقي، بل يشكل مخاطرة واضحة على الأداء العام للفريق، ويزيد من إحباط المتابعين الذين يرون من يستحق اللعب فعليًا جالسًا على الدكة بينما يستمر لاعب لم يثبت نفسه في مكانه.
