خيّم التعادل السلبي على مواجهة المنتخب الجزائري أمام نظيره السوداني، اليوم الأربعاء 3 ديسمبر، في افتتاح مشوار “الخضر” ضمن كأس العرب 2025. وقد طبعت الصرامة التحكيمية على المباراة طابعًا واضحًا، بعدما أدار الحكم المصري أمين عمر اللقاء بحزم كبير منذ الدقائق الأولى، معتمدًا مقاربة قائمة على ضبط الإيقاع ومعاقبة أي تدخل يتجاوز حدود اللعب النزيه.
و قاد المواجهة طاقم تحكيمي متنوع الخبرات يضم أمين عمر حكمًا للساحة، ومحمود أبو الرجال مساعدًا أول، وأحمد توفيق مساعدًا ثانٍ، إضافة إلى الحكم الرابع كريستيان غاراي. وتولّى فيداي سان ورودولفو توشي الإشراف على تقنية الفيديو.
وكان أول إنذار في اللقاء من نصيب سفيان بن دبكة بعد تدخل خشن في وسط الميدان، ليؤكد الحكم منذ البداية أنه لن يتهاون مع الالتحامات الخطيرة. ومع ارتفاع نسق اللعب ازدادت حدة الصراعات البدنية، قبل أن يتلقى آدم وناس بطاقة صفراء أولى، ثم يتبعها ببطاقة ثانية في الدقيقة الأخيرة من الشوط الأول بعد خطأ قوي على أحد لاعبي السودان، ليُطرد من اللقاء ويترك الخضر منقوصين عدديًا.
وفي الوقت الذي سجل فيه المنتخب الجزائري ثلاث بطاقات خلال الشوط الأول، لم يتلقَ أي لاعب سوداني بطاقة في الفترة ذاتها رغم الاحتكاكات المتكررة، ما فتح باب التساؤل حول معيار الصرامة المتّبع. ومع ذلك حافظ الحكم على نهجه في تقدير شدة الالتحام دون الالتفات إلى مبدأ توازن العقوبات بين الفريقين.
وانتهى الشوط الأول بتأثير مباشر للقرارات التحكيمية على مسار المباراة، خاصة بعد طرد وناس الذي فرض على المنتخب الوطني تحديًا بدنيًا وتكتيكيًا كبيرًا في بقية أطوار اللقاء.
في الشوط الثاني ضاعف المنتخب السوداني ضغطه الهجومي مستغلًا النقص العددي للخضر، وشهدت الدقائق عدة تدخلات خشنة على اللاعبين الجزائريين، ما أدى إلى منح الحكم بطاقة صفراء وحيدة للاعب تيفور بعد تدخل قوي. في المقابل، واصل الحكم سلسلة بطاقاته على لاعبي الجزائر، موجّهًا بطاقة صفراء لحارس المرمى فريد شعال.
ورغم المحاولات المتبادلة والنسق البدني العالي، حافظ المنتخبان على التعادل السلبي حتى صافرة النهاية، في مباراة كان عنوانها الأبرز صرامة التحكيم وتأثيره المباشر على الأداء العام داخل أرضية الملعب.

