أعادت قرعة كأس العالم 2026، التي أجريت أمسية الجمعة، ذاكرة الجزائريين إلى واحدة من أكثر الصفحات إثارة في تاريخ كرة القدم الوطنية، بعدما وضعت المنتخب الوطني في المجموعة العاشرة إلى جانب حامل اللقب منتخب الأرجنتين، والمنتخب الأردني، والخصم الذي يعيد فتح جراح الماضي…منتخب النمسا.
ورغم أن مواجهة الأرجنتين ستكون العنوان الأبرز للمجموعة، إلا أن سقوط الجزائر مجددا مع النمسا جعل الذاكرة الجماعية تعود مباشرة إلى مونديال 1982 بإسبانيا، في أول مشاركة للخضر في كأس العالم. يومها، وقع المنتخب الوطني في مجموعة ضمت ألمانيا الغربية، تشيلي، والنمسا، وتمكن رفقاء ماجر وبلومي من تحقيق فوز تاريخي على الألمان بنتيجة 2-1، ليكتبوا أول انتصار جزائري وعربي وإفريقي على منتخب أوروبي في المونديال.
غير أن تلك الانطلاقة المظفرة لم تستمر طويلا، إذ تعثر الخضر في المباراة الثانية أمام النمسا بنتيجة 2-0، قبل أن ينتفض الجيل الذهبي في ثالث مواجهة، ويمطر شباك تشيلي بثلاثية في الشوط الأول، تداول على توقيعها صالح عصاد (ثنائية) وتاج بن سحاولة، لينتهي اللقاء 3-2 ويرفع الخضر رصيدهم إلى أربع نقاط (وفق نظام النقطتين وقتها).
وبدا حينها أن التأهل أصبح مضمونا، غير أن كل شيء انهار في اليوم الموالي، في المباراة التي جمعت ألمانيا الغربية بالنمسا، والتي دخلت لاحقا سجل التاريخ تحت اسم “فضيحة خيخون”. مباراة اتُّهِم فيها المنتخبان بالتلاعب بالنتيجة لإنهائها بفوز ألمانيا بهدف يكفل لهما التأهل معا، على حساب الجزائر التي خرجت بفارق الأهداف، رغم أنها كانت الأحق ببلوغ الدور الثاني.
هذه الحادثة السوداء أدت لاحقا إلى تغيير جذري في قوانين كأس العالم، بفرض اللعب المتزامن لمباريات الجولة الثالثة في المجموعات، لمنع أي تلاعب محتمل.
واليوم، يجد الجيل الجديد من اللاعبين أنفسهم أمام مواجهة تحمل نكهة ثأر تاريخي، عندما يلتقون النمسا يوم 16 جوان من العام المقبل في الجولة الثالثة من دور المجموعات. مباراة قد تكون بوابة عبور الخضر نحو الدور الثاني للمرة الثانية في تاريخهم، وقد تكون أيضًا فرصة لإغلاق جرح ظل مفتوحا لأكثر من أربعة عقود.

