دائما ما تحمل كرة القدم في باطنها عديد المفاجآت، فهاهي مرة أخرى تُعيد ترتيب مشاهد من الماضي، وكأنها تنسج حلقات من الماضي بلمسة جديدة. فبعد مرور ستة عشر عامًا على المواجهة الافتتاحية التي جمعت المكسيك وجنوب أفريقيا في كأس العالم سنة 2010، يعود المنتخبان ليتواجها مجددًا في المجموعة نفسها ضمن كأس العالم 2026، في تكرار نادر لسيناريو سابق يمنح هذه القمة نكهة خاصة.
فيكون المكسيك حاضرا في هذا الصراع المونديالي بخبرته الطويلة وحضوره الثابت، إذ أن المنتخب المكسيكي يُعدّ أحد أكثر المنتخبات حضورًا في كأس العالم، بتأهلات متتالية منذ عقود، وبسجل يضم الوصول إلى ربع النهائي في نسختي 1970 و1986.
وفي هذه النسخة من كأس العالم 2026، تستفيد المكسيك من ميزة اللعب على أرضها، كونها إحدى الدول الثلاث المستضيفة للبطولة، ما يعزز من حجم التوقعات ويضعها أمام مسؤولية كبيرة في مجموعة متوازنة وصعبة في الوقت نفسه.
في الجهة المقابلة يقف فريق جنوب أفريقيا الذي يعود بعد الغياب حاملا في جعبته ذكريات نسخة وطموح كبير 2010، ليجد نفسه في مواجهة تحمل الكثير من الرمزية مع المنتخب نفسه الذي افتتح أمامه مونديال 2010 ، ورغم أن “بافانا بافانا” ودّع تلك النسخة مبكرًا، فإنه ترك انطباعًا إيجابيًا بأداء شجاع، أبرزته مباراة الافتتاح التي انتهت بالتعادل 1–1 وخلّدت هدف تشابالالا التاريخي.
واليوم، يدخل الفريق نسخة 2026 بطموح كبير متجدد، ورغبة في كتابة فصل مغاير عن الماضي.
ويجدر الذكر بأن هذه المواجهة الافتتاحية بقيت عالقة في الذاكرة، حيث كانت مباراة المكسيك وجنوب أفريقيا عام 2010 لحظة فارقة في تاريخ المونديال، إذ جمعت بين منتخب مستضيف يطمح لبداية مثالية، وآخر معتاد على الضغط الجماهيري. في مباراة مثيرة شهدت حضورًا جماهيريًا ضخمًا، وأداءًا قويًا من المنتخبين.
وتضم المجموعة A في كأس العالم 2026 أربعة منتخبات تمثل أربع مدارس كروية:
المكسيك (مستضيفة – أمريكا الشمالية)
جنوب أفريقيا (أفريقيا)
كوريا الجنوبية (آسيا)
الفائز من الملحق الأوروبي الذي لم يُحسم بعد
كما تمنح هذه التركيبة المجموعة طابعًا عالميًا يجمع أربع قارات، فارضة صراعًا تكتيكيًا متنوعًا، بين السرعة الآسيوية، والطموح الأفريقي، والخبرة الأمريكية الشمالية، والتحدي الأوروبي المنتظر.
ولعل السؤال الذي يجدر طرحه الآن: بين الماضي والحاضر… من يكتب الفصل الجديد؟
فإن تكرار سيناريو 2010 لا يعني بالضرورة إعادة النتائج نفسها، لكنه يمنح المواجهة بُعدًا تاريخيًا يستحق التوقف عنده.
فالمكسيك تدخل البطولة بثقة الجمهور والأرض، وجنوب أفريقيا تعود برغبة في تجاوز ظل سنة 2010، بينما تملك كوريا الجنوبية سجلًا قويًا في المونديال، ويظل ممثل أوروبا عنصر المفاجأة.
في مواجهة تحمل من الماضي طابعها، ومن الحاضر تنافسها، ومن المستقبل ترقبًا لنتيجة قد تعيد كتابة القصة من جديد.
ويبقى الترقب واسع والحماس يلهب الأنفس ، للقاء الافتتاحي المرتقب بين الغريمين على أرضية مكسيكو ستاديوم في مواجهة نارية وصراع تاريخي محتدم ضمن أولى المباريات في المجموعة A التي تعلن الانطلاقة الرسمية للصرح المونديالي 2026 .
بعزم وتحدٍ من العرق الجنوب إفريقي و إثارة ملتهبة ترمز للفلكلور المكسيكي ، يُضرب الموعد مع جماهير المستديرة بتاريخ 11 جوان 2026 الموافق ليوم الخميس ، على أن تكشف عقارب الساعة عن موعد الانطلاقة الرسمية للمباراة في آجال أخرى.

