رغم تألقه اللافت مع نادي أنجيه في الدوري الفرنسي، يستمر استبعاد حيماد عبدلي من قائمة المنتخب الوطني الجزائري، هذه المرة ضمن القائمة النهائية المشاركة في نهائيات كأس أمم إفريقيا 2025. القرار أعاد فتح ملف معايير اختيار اللاعبين، وأثار تساؤلات واسعة داخل الشارع الكروي الجزائري حول عدالة اختيارات الطاقم الفني بقيادة الناخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش.
عبدلي، البالغ من العمر 26 عاما، يعد أحد أبرز لاعبي الوسط الجزائريين حاليا. تألقه في الدوري الفرنسي كان واضحا، وآخر إبداعاته كانت أمام نادي نانت، حيث سجل هدفا رائعا وحصل على جائزة أفضل لاعب في المباراة. ورغم هذا الأداء المميز، لم تتجاوز مشاركاته مع المنتخب أربع مباريات فقط، إحداها تحت قيادة بيتكوفيتش، ما دفع الجماهير للمطالبة بمنحه فرصة أكبر لإظهار إمكانياته وتقييم مستواه بشكل دقيق مع الخضر، خاصة أنه يمتلك بروفايل قوي يفتقده المنتخب كثيرا على مستوى المنافسات القارية في إفريقيا.
عند سؤال بيتكوفيتش عن سبب استبعاد عبدلي، برر القرار بأن اللاعب ضحية المنافسة القوية في مركزه: “بالنسبة لعبدلي، السبب نفسه كما في حالة بن طالب. عليهم أن يكونوا جاهزين للانضمام إذا دعت الحاجة، لكن المنافسة قوية في الوقت الحالي.”
رغم هذا التوضيح، يطرح الجمهور تساؤلا جوهريا…كيف يمكن وصف عبدلي ضحية المنافسة إذا لم تمنح له الفرصة لإبراز إمكانياته الحقيقية؟ خاصة وأن الطاقم الفني استمر في الاعتماد على نفس الأسماء في معظم المباريات، رغم أن بعضها أثبت محدوديته الفنية في مرات عدة، تاركا لاعبين موهوبين مثل عبدلي، تيطراوي، وقادري دون فرص حقيقية لتأكيد جدارتهم مع المنتخب.
هذا الموقف يسلط الضوء على التساؤلات الأساسية حول المعايير الحقيقية التي يعتمد عليها الطاقم الفني في اختيار اللاعبين…هل تقتصر على الأداء الفعلي والجاهزية، أم تشمل اعتبارات أخرى مثل الثقة الشخصية، التجربة السابقة، أو قدرة اللاعب على التأقلم داخل المجموعة؟
وفي وقت تستعد فيه الجزائر لنهائيات كأس أمم إفريقيا، ثم نهائيات كأس العالم، تبقى قضية منح الفرص العادلة للاعبين الموهوبين، سواء المحليين أو المحترفين، من أبرز القضايا التي تشغل الجماهير وتؤثر على التوازن الفني للفريق. فالمحافظة على قاعدة تنافسية قوية وضمان الاستفادة من أفضل العناصر المتاحة تعتبر من أهم مقومات بناء منتخب متوازن وفعال قبل أي استحقاق رسمي.

