أعلن الناخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش اليوم السبت 13 ديسمبر ، عن القائمة الرسمية للمنتخب الجزائري المشاركة في كأس أمم إفريقيا 2025/2026، وكانت المفاجأة أو الاستمرارية اللافتة، حضور راميز زروقي ضمن التشكيلة الأساسية.
زروقي الذي يبقى النقطة المحيرة: رغم مردوده المحدود، سواء في خلق الفارق الهجومي أو فرض إيقاع اللعب في وسط الميدان، لم يستطع أي اسم منافس، محليًا أو دوليًا ، تهديد مكانه أو الإطاحة به من منصبه الثابت.
فمنذ أول استدعاء له في 25 مارس 2021، شارك زروقي في 45 مباراة دولية مسجلا 3 أهداف فقط، وهو ما يوضح محدودية تأثيره الفعلي داخل الملعب مقارنة بعدد مرات استدعائه وثبات موقعه في وسط الميدان. مردوده المتواضع، وغيابه عن صناعة الفارق في اللحظات الحاسمة، يثير التساؤلات حول أسباب استمرار مكانه الثابت: هل هو الأداء الفني؟ أم عامل الثقة التاريخية التي يعرف سببها لحد الان؟ أم هو غياب فرصة منافسة حقيقية تسمح للمواهب الشابة بحجز مكانها؟
الواقع يفرض على الطاقم الفني أن يكون الاختيار مبنيًا على الاستحقاق، الأداء الفعلي، الجاهزية البدنية، الانسجام التكتيكي، ومردود اللاعب مع الفريق، بما يخدم مصلحة الفريق الوطني ومنفعة والجزائر ،وليس على الثبات غير المبرر أو ما يمكن وصفه بمنطق “ولي عهد” وسط الميدان. فالمنتخب الوطني ليس ملكية خاصة، بل مشروع وطني يجب أن يعكس القوة، الفاعلية، والمواهب الحقيقية القادرة على تقديم الأداء الذي يستحقه الجمهور الجزائري.
إذ تقدم المواهب الجزائرية، سواء داخل البطولة الوطنية أو في الدوريات الأوروبية،مستويات عالية وتستحق الفرصة لتكون جزءًا من المنتخب بشكل فعال.فإن استمرار زروقي في موقعه الثابت، رغم محدودية الأداء، يسلط الضوء على حاجة المنتخب إلى فتح باب المنافسة الحقيقية وإعادة تقييم المعايير، لضمان الشفافية والاحترافية وبأن كل لاعب يشغل مكانه بناءًا على الأداء والجدارة وليس على الأسبقية التاريخية أو الثبات الموروث ، فلا يعقل أن يكون هناك احتكار للفرص على حساب تشريف الراية الوطنية وتطوير مستوى المنظومة الكروية.
في نهاية المطاف، المسألة ليست هجومًا على لاعب بعينه، بل دعوة لإعادة التوازن داخل المنتخب الوطني، بحيث تكون كل فرصة متاحة لمن يستحقها بالفعل، بحيث يعكس كل لاعب داخل الملعب روح المنافسة والالتزام بمصلحة الجزائر فوق كل اعتبار شخصي أو ماشابه ذلك .
