منذ بداية الموسم، يكاد يكون من المستحيل الحديث عن المحترفين الجزائريين دون الحديث عن الإكتشاف الجديد في أوروبا، محمد عمورة. اللاعب الجزائري الدولي الذي حقق نجاحًا كبيرًا منذ وصوله إلى بلجيكا، مما يجعله بلا منازع الجزائري الأكثر متابعة في الأشهر الأخيرة.
وصل محمد عمورة إلى نادي إف سي لوغانو في سويسرا قادمًا من وفاق سطيف في أوت 2021، حيث قام بخطواته الأولى في القارة العجوز كلاعب محلي نقي، و تكوينه في سطيف، أثبت اللاعب الشاب نفسه بسرعة في الدوري السويسري. و مع ذلك، كانت سمعته بعيدة عن تلك التي حققها اليوم، حيث كان يبدو أن مدربه في ذلك الوقت لم يمنحه نفس الثقة التي يحظى بها حالياً. على الرغم من ذلك، انتهت الموهبة الجزائرية بالموسم الماضي بعشرة أهداف و أربع تمريرات حاسمة في 36 مباراة (1221 دقيقة لعب).
بعد قضاء سنتين في سويسرا، قرر محمد عمورة، الذي كان محط اهتمام عدة فرق في الانتقالات السابقة و خاصة في فرنسا، أن يوقع في بلجيكا، مع نادي سانت غيلواز، مقابل 4 ملايين يورو. قد لا تكون إدارة النادي على دراية بها ربما، و لكنها قامت بصفقة جيدة بالتأكيد. هذا اللاعب يعرف بسرعته الكبيرة و تنوعه و فعاليته الكبيرة أمام المرمى، و قد كان محل تقدير كبير، حتى قبل مبارياته الأولى.
في البداية، كان يبدو أن مهاجم الخضر يواجه صعوبة قليلة في التكيّف مع المجموعة و مع فلسفة المدرب ألكسندر بليسين. على الرغم من قدرته المرعبة بالقدم اليمنى، إلا أن اللاعب كان يفتقد إلى بعض الفنيات، و هذا ما أبلغه به المدرب الذي صرّح سابقًا “هناك سبب لعدم وجوده في الفريق منذ البداية: الجانب التكتيكي. كان عليه أن يتعلم كيف يدافع. عندما يكون لديه الكرة، لا يحتاج إلى مساعدة، و لكن كان من الضروري له التطور”.
بالطبع نتحدث عن فترة التكيف، ولكنها مرت تقريبًا دون أن يلفت الانتباه بسرعة حدوثها. في مباراته الثالثة مع الفريق في الدوري الأوروبي ضد تولوز (21/09)، قبل أن يسجل هدفين رائعين ضد بروج في الدوري ثلاثة أيام لاحقاً (24/09). هذا الهدف المزدوج كان بداية الاحتفالات باللاعب الجزائري، الذي جمع التسجيلات لينهي الجزء الأول من الموسم برصيد 16 هدفًا و 3 تمريرات حاسمة في 22 مباراة (1322 دقيقة لعب، أكثر من الموسم الماضي بلوغانو).
لم تمر موهبة و فعالية محمد عمورة مرور الكرام في أوروبا. فاللاعب المذهل في الدوري و الرائع في البطولات، حقًا لم يقدم حتى الآن أي مباراة سيئة على الاطلاق. كما جعل صعوده القوي منه لاعبًا مرغوبًا من قبل العديد من العمالقة الأوروبيين مثل ليفربول و أرسنال و أي سي ميلان و أولمبيك مارسيليا، و القائمة لا تزال طويلة.
اختاره جمال بلماضي بشكل طبيعي للمشاركة في كأس أفريقيا مع الجزائر، و قد يجعل عمورة شهرته تتضاعف من خلال تقديم أداء رائع في البطولة القارية الكبيرة، التي تبدأ في 13 جانفي في الكوت ديفوار.