بعد الخروج المبكر من الكان، صرّح الناخب الوطني جمال بلماضي بأنه يتحمل مسؤولية الفشل، هذا التصريح بديهي لأي مدرب محترف مثل بلماضي، لكن لا يعني بالضرورة أنه الوحيد المسؤول أمام هذه الخيبة، و لا يعني أن نصرف النظر عن منظومة كاملة من الأخطاء المتراكمة و التي أدت في الأخير إلى الوصول لهذه الخيبة.
مسؤولية الأتحادية الجزائرية لكرة القدم :
الإتحادية الجزائرية لكرة القدم، على رأسها وليد صادي، و الذي سارع لمحاولة دفع بلماضي نحو الإستقالة، هو الآخر يتحمل جزأ من المسؤولية، فقد كان هناك تململ و سوء تصرف كبيرين، خاصة في إختيار المباريات الودية و مواعيدها و مكان التربص مع عدم توفير أساسيات النجاح، قبل بداية الكان بوقت قليل، أشار رئيس الفاف، وليد صادي، في تصريحات سابقة لوكالة الأنباء الجزائرية، إلى أن الفريق الجزائري يفكر في ثلاث دول قريبة من كوت ديفوار لإستضافة المعسكر، و تشمل هذه الدول السنغال و غانا و غينيا الاستوائية، و أن الاختيار يعتمد على تحديد مواعيد المباريات الودية و هوية المنتخبات التي سيلتقيها المنتخب الجزائري و كان هذا التردد قبل وقت قليل من بداية الكان، و هاهي النتائج أثبتت سوء الإختيارات التي قامت بهم الإتحادية.
مسؤولية الإعلام الرياضي الجزائري :
لا يخفى علينا محاولة بعض وسائل الإعلام الصيد في المياه العكرة و ترصد أي فرصة لتوجيه النقذ اللاذع و المبالغ فيه، و خلق قضايا من الفراغ و مشاكل مفتلعة لغايات لا يعلمها إلا الله، و خير مثال ما حدث من تجاذبات في قضية أمين غويري قبل أيامٍ قليلة من الكان، و هذا لم يؤثر إلا بالسلب على تحضيرات المنتخب، و على تركيز اللاعبين.
مسؤولية اللاعبين :
لقد غابت البصمة القيادية للاعبين البارزين أصحاب الخبرة مثل رياض محرز، عيسى ماندي، و يوسف عطال، كما أن بعض اللاعبين الآخرين كيوسف بلايلي لم يقدموا الآداء المتوقع منهم، بالرغم من إستدعاء المدرب جمال بلماضي لعدد كبير من اللاعبين الذين فازوا باللقب في السابق، إلا أنهم لم يساهموا بشكل كافٍ في تقديم أداء متميز للمنتخب.
حتى من اللاعبين الجدد الذين شاركوا لأول مرة في الكان، أمثال النجمين الصاعدين عمورة و شايبي، رغم إستدعائهم و منحهم الفرصة لم يتمكن أي من هؤلاء اللاعبين الجدد من إثبات جدارتهم لتحقيق مكانة أساسية في التشكيلة، فقد ظهر شايبي في اللقاء الأول ثم إختفى من إختيارات بلماضي، و فشل عمورة بشكل واضح في اللقاء الثالث.
من يستطيع تعويض بلماضي ؟
في حين لم تتحمل الفاف مسؤوليتها في هذا الفشل و ألقت بالمدرب ككبش فداء لمنظومة الأخطاء، من سيكون المدرب ذو الشخصية الحديدية و المستعد لوضع نفسه أمام كل هذه الضغوط، و السيطرة على حجرات ملابس تعج بالنجوم و تحمل الضغط الإعلامي و الجماهيري للمنتخب الجزائري في نفس مستوى جدارة بلماضي و بنفس صلابة و حسن إدارة الضغط التي يتحلى بها بلماضي ؟ رفض زيدان قبل أن يأتيه الإقتراح الرسمي، و هيرفي رونار مرتبط مع الإتحاد الفرنسي، بينما يبقى إسم حاليلوزيتش الأكثر تداولاً، من يا ترى الأقدر على تحمل ما تحمله بلماضي و في نفس الوقت يقدر على تحقيق ما أنجزه بلماضي ؟