في مثل هذا اليوم قبل عشر سنوات، تحديدًا في الثلاثين من يونيو عام 2014، شهد العالم واحدة من أبرز وأروع المباريات في تاريخ كأس العالم. كان المنتخب الوطني الجزائري يقف على أرض ملعب بورتو أليغري في البرازيل، لمواجهة المنتخب الألماني في مباراة دور الـ16 من مونديال 2014.
هذه المباراة لم تكن مجرد مواجهة بين فريقين، بل كانت قصة تحدي وإصرار وجرأة من المنتخب الجزائري الذي قدم أداءً بطوليًا وحفر اسمه في ذاكرة عشاق كرة القدم حول العالم. استطاع المنتخب الجزائري بقيادة المدرب وحيد خليلوزيتش أن يفرض إيقاعه على الألمان، ويصمد أمام هجماتهم طيلة 90 دقيقة كاملة، ليجبرهم على الدخول في الأشواط الإضافية.
رغم السيطرة الألمانية، فإن المنتخب الجزائري كان له حضوره الهجومي وهدد مرمى مانويل نوير في عدة مناسبات، لكن براعة الحارس الألماني حالت دون تسجيل أي هدف في الوقت الأصلي من المباراة.
مع بداية الشوط الإضافي الأول، تمكن اللاعب الألماني أندريه شورله من تسجيل الهدف الأول لمنتخب بلاده في الدقيقة 92، إلا أن المنتخب الجزائري لم يستسلم. واصل اللاعبون الجزائريون محاولاتهم الهجومية حتى أحرز مسعود أوزيل الهدف الثاني في الدقيقة 120، وهو ما زاد من صعوبة المهمة على الخضر.
ومع ذلك، لم يكن للمنتخب الجزائري أن يخرج من المباراة دون ترك بصمته، فقد سجل عبد المؤمن جابو هدف تقليص الفارق في الدقيقة 121، ليشعل المدرجات ويعيد الأمل في قلب كل جزائري يتابع المباراة. انتهت المباراة بفوز ألمانيا 2-1، ولكن المنتخب الجزائري خرج مرفوع الرأس بعد أداء رجولي ومشرف.
هذه المباراة كانت شاهدة على روح قتالية عالية للمنتخب الجزائري، وأثبتت أن كرة القدم ليست مجرد لعبة نتائج، بل هي ملحمة تجمع بين الأداء الفني والروح الرياضية والقتال حتى آخر لحظة. قدم المنتخب الجزائري في تلك الليلة درسًا في المثابرة والروح الرياضية، وأصبح مصدر فخر لكل جزائري ومثالًا يحتذى به في عالم كرة القدم.
تلك الليلة كانت أكثر من مجرد مباراة، كانت ليلة تاريخية ستظل محفورة في ذاكرة عشاق كرة القدم، خاصة الجزائريين الذين شهدوا فريقهم يقف نداً قوياً أمام أحد أقوى المنتخبات في العالم. ومنذ ذلك الحين، يتذكر الجميع تلك الليلة بفخر وإعجاب، ويتطلعون لمستقبل مشرق للكرة الجزائرية على الساحة العالمية.