شهدت البطولة الوطنية المحترفة لكرة القدم في الموسم المنقضي تحسناً ملحوظاً مقارنة بالمواسم الماضية. جاء هذا التحسن في إطار الاستثمارات الكبيرة التي قامت بها بعض الفرق في الأسماء اللامعة، مما أسهم في رفع مستوى الأداء العام وجعل البطولة أكثر تشويقاً وإثارة حتى الجولة الأخيرة. ومن بين هذه الاستثمارات، كان للاعبين الأفارقة دور بارز في تحقيق هذا التميز.
برز محمد زوغرانا، لاعب وسط مولودية الجزائر والقادم من أسيك ميموزا الإيفواري، كأحد أبرز الأسماء التي أبهرت الجماهير. قدّم زوغرانا أداءً مميزاً طوال الموسم، ما جعله يُنصّب كأفضل لاعب في الفريق. بفضل أدائه الرائع، ارتفعت قيمته التسويقية من 300 ألف أورو إلى 2 مليون أورو، مما يبرهن على تأثيره الكبير في تحسين مستوى الفريق فنياً ومادياً.
أولمبي الشلف شهد هو الآخر تألق لاعبه الطوغولي إيفرا أغبانو، الذي برز كأفضل هدّاف للفريق هذا الموسم. رغم معاناة الفريق في صراع البقاء، إلا أن الأداء الاستثنائي لأغبانو جذب اهتمام عدة أندية كبيرة، مثل اتحاد الجزائر ومولودية وهران، كما تلقى عرضاً مغرياً من الدوري المغربي.
ماكسويل باكواه الغاني خطف الأضواء في مرحلة الذهاب مع اتحاد خنشلة، بفضل مستواه الكبير الذي جعله أفضل لاعب في العديد من المباريات. رغم انتقاله إلى مولودية وهران في مرحلة العودة، إلا أن إصابته منعته من المشاركة في الكثير من المباريات، لكنه ساهم في بقاء الفريق في الدوري.
شهد الموسم أيضاً تألق أكسيل مايي، مهاجم شباب قسنطينة، وكوليبالي، لاعب وسط اتحاد خنشلة، ووامبا، هدّاف شباب بلوزداد. هؤلاء اللاعبون الأفارقة أسهموا بشكل كبير في تحسين مستوى فرقهم، مما يبرز أهمية اختيار اللاعبين بعناية.
يبدو أن الفرق الوطنية بدأت تتعلم من أخطاء الماضي في اختيار اللاعبين الأفارقة، وتتعامل بجدية أكبر في الاستثمارات. هذا الموسم، كانت الاختيارات موفقة إلى حد كبير، حيث تم انتقاء اللاعبين بناءً على توصيات المدربين، مما أسهم في رفع مستوى البطولة بشكل عام. ومع استمرار هذا النهج، يمكننا توقع المزيد من التألق والإثارة في المواسم المقبلة.