تحتفظ ذاكرة لاعبي كرة القدم بالعديد من اللحظات التي تتجاوز حدود الملعب، لتصبح جزءًا من قصصهم الشخصية. فؤاد قادير، لاعب المنتخب الوطني الجزائري السابق، شاركنا واحدة من هذه القصص، التي وقعت خلال مباراة الجزائر وليبيا ضمن تصفيات كأس الأمم الإفريقية. المباراة، التي أُقيمت في المغرب نتيجة الظروف الأمنية المتوترة في ليبيا آنذاك، شهدت أجواء مشحونة امتدت إلى ما بعد صافرة النهاية.
قادير يتذكر تلك اللحظات قائلاً: “عندما كنت مع المنتخب، أتذكر مباراة ليبيا التي لعبناها بالمغرب بسبب الظروف الأمنية التي كانت تمر بها ليبيا حينها. كانت ضمن تصفيات كأس إفريقيا، والمباراة أخذت منعرجًا آخر مع نهاية اللقاء. حدثت بيننا مناوشات مع لاعبي ليبيا، وكانت الأجواء مشحونة قليلًا.”
بعد المباراة، وجد اللاعبون أنفسهم أمام توبيخ غير متوقع من رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم، الذي عبّر عن استيائه من سلوكهم. يقول قادير: “عند دخولنا لغرف الملابس جاء رئيس الاتحادية وقام بتوبيخنا بشدة على ما حدث، وقال لنا إننا هنا نمثل وطنًا، وما حصل ما كان يجب أن يحدث من لاعبين محترفين. كانت رؤوسنا منحنية جميعًا رغم أننا حققنا الفوز.”
لكن الجو في الغرفة سرعان ما تغير عندما دخل المدرب وحيد حاليلوزيتش، بطريقة غير متوقعة، مما أثار موجة من الضحك بين اللاعبين. قادير يصف المشهد: “لحظات دخل وحيد حاليلوزيتش، شعره كان مبعثرًا، قميصه كان ممزقًا لأنه شارك في العراك. وعلى عكس رئيس الفاف، كان يصرخ ويُردد: ‘أحسنتم، هكذا هي المجموعة.’ رئيس الفاف خرج مباشرة والجميع انفجر بالضحك حينها.”
حادثة كهذه تعكس الروح الجماعية التي كانت تسود داخل المنتخب الجزائري، حيث امتزجت الجدية بالمواقف الطريفة، ما ساهم في تعزيز التلاحم بين اللاعبين والمدرب. قادير، من خلال هذه القصة، يقدم لنا نظرة نادرة إلى كواليس المنتخب، حيث تشكلت الفرق القوية ليس فقط من خلال الفوز بالمباريات، بل أيضًا من خلال اللحظات الإنسانية التي تجمعهم.