تلقى فلاديمير بيتكوفيتش، مدرب المنتخب الجزائري، أخبارًا غير سارة بخصوص وضعية لاعب خط الوسط حسام عوار، الذي تعرض لإصابة جديدة خلال مشاركته مع فريقه الاتحاد السعودي في الدوري المحلي. وتأتي هذه الإصابة في توقيت حرج، مع اقتراب موعد المباراتين الهامتين أمام توغو في شهر أكتوبر، ضمن التصفيات المؤهلة لكأس أمم أفريقيا 2025.
أثارت الوضعية الصحية لعوار الكثير من الجدل في الجزائر، خاصة بعد غيابه عن المباراة الودية أمام ليبيريا خلال فترة التوقف الدولي لشهر سبتمبر، قبل أن يعود للعب سريعًا مع ناديه بعد أيام قليلة. هذا الأمر أثار حفيظة البعض، مشككين في التزامه مع المنتخب، رغم أن اللاعب خرج بتصريحات واضحة يؤكد فيها أن غيابه كان بسبب إصابة فعلية، وأنه ملتزم تمامًا بالدفاع عن ألوان الجزائر.
لكن الأزمة عادت من جديد بعد أن كشفت الفحوصات تعرض عوار لإصابة في الفخذ، ما قد يهدد مشاركته مع منتخب بلاده في الفترة المقبلة. خضع اللاعب لسلسلة من الفحوصات الطبية لتحديد نوع العلاج ومدى حاجته للراحة، ما قد يتسبب في غيابه عن المباريات الرسمية القادمة. هذا السيناريو سيكون ضربة موجعة للمدرب بيتكوفيتش، الذي يعول على عوار بشكل كبير في رسم خطط اللعب وصناعة الفارق في خط الوسط.
غياب عوار، في حال تأكده، سيجبر المدرب على إعادة التفكير في تشكيلته، نظرًا لأهمية اللاعب ودوره البارز في منظومة المنتخب. يعتبر عوار أحد أبرز اللاعبين في خط الوسط، حيث يتميز برؤيته الثاقبة للملعب ومهاراته في التحكم بالكرة، وهي صفات يحتاجها المنتخب الوطني بشكل كبير، خاصة في ظل المواجهات الصعبة المقبلة.
وعلى الرغم من الغيابات المحتملة، يمتلك المنتخب الجزائري عدة خيارات لتعويض هذا النقص. لكن تبقى مسألة تجانس الفريق في ظل هذه التغييرات أمرًا يشغل بال المدرب، الذي كان قد أكد سابقًا أن عوار من اللاعبين المفضلين لديه بسبب عقليته الاحترافية وقبوله للقرارات الفنية مهما كانت صعبة.
مواجهة توغو المقبلة ستكون اختبارًا حقيقيًا لقدرة الجزائر على تجاوز الصعوبات، خصوصًا إذا ما تأكد غياب أحد أهم عناصره في خط الوسط. يأمل الجهاز الفني وجماهير “الخضر” في تعافي عوار سريعًا وعودته لتشكيلة المنتخب، خاصة وأن الفريق بحاجة إلى كل لاعبيه الأساسيين لتحقيق التأهل والمنافسة بقوة على البطولة القارية.
في المقابل، يواصل المدرب السويسري متابعة وضعية لاعبيه عن كثب، ويستعد لإيجاد الحلول المناسبة في حال تأكد غياب عوار. ويبقى الهدف الأسمى هو بناء فريق متكامل قادر على تجاوز هذه العقبات وتقديم أفضل المستويات في الفترة المقبلة.
تنتظر المنتخب الجزائري تحديات كبيرة خلال الأشهر القادمة، وستكون مواجهتا توغو فرصة لمعرفة مدى قدرة الفريق على التأقلم مع الأزمات وتقديم الأداء المطلوب رغم الغيابات المؤثرة. وعليه، ستكون الأيام القليلة المقبلة حاسمة لتحديد مصير عوار مع المنتخب، ومعرفة ما إذا كان سيستطيع اللحاق بالمباريات القادمة، أم سيضطر لمواصلة الغياب، مما قد يعيد فتح باب النقاش حول دوره والتزامه تجاه “محاربي الصحراء”.