في الوقت الذي تسلط فيه الأضواء على النجوم الصاعدين في مختلف دوريات أوروبا، برز اسم الشاب الجزائري ريان بلعيد في الدوري الإسباني للشباب من بوابة نادي أتلتيكو مدريد، ليبدأ في كتابة فصول قصة واعدة لموهبة تنتظر فرصتها الكبيرة في عالم كرة القدم.
بلعيد، الذي يبلغ من العمر 18 عاماً، صنع الحدث منذ انطلاق دوري أبطال أوروبا للشباب، حيث سجل هدفين في أول مباراتين له، ليصبح حديث الصحافة الإسبانية. وقد أشارت صحيفة “ماركا” الإسبانية في تقرير مطوّل إلى أن اللاعب، الذي سبق له أن مثّل منتخب الجزائر تحت 18 عاماً، سيلقى ترقية في صفوف الفريق، وهو ما سيجعله يقترب خطوة نحو الفريق الأول.
ما يميّز ريان بلعيد عن غيره من المواهب الصاعدة هو قدرته على التأقلم مع مراكز متعددة في الهجوم، حيث يجيد اللعب كجناح أيسر أو أيمن، بالإضافة إلى مركز رأس الحربة الصريح. هذه المرونة جعلته أحد الأسماء التي طالبت جماهير أتلتيكو مدريد بمنحها الفرصة، خاصة في ظل الانتقادات التي طالت الفريق الأول بسبب نتائجه المتذبذبة هذا الموسم.
الصحافة الإسبانية كانت قد كشفت في الأيام الأخيرة أن بلعيد يحظى بمتابعة كبيرة من قبل إدارة النادي، التي ترى فيه موهبة مستقبلية قادرة على تعزيز صفوف “الروخي بلانكوس”. ولعل قرار النادي بمنحه الفرصة للعب مع الفريق الرديف يعتبر خطوة أولى نحو تحضيره ليكون ضمن خيارات الفريق الأول في السنوات المقبلة.
ورغم أن بلعيد سبق له تمثيل المنتخب الجزائري تحت 18 سنة، إلا أنه حالياً ينشط مع منتخب إسبانيا تحت 19 سنة، في انتظار حسم موقفه بشأن مستقبله الدولي. هذه الوضعية قد تضع الاتحاد الجزائري أمام مهمة صعبة لإقناع اللاعب بالعودة لحمل ألوان “الخضر”، خاصة في ظل الاهتمام الكبير الذي يحظى به من قبل الاتحاد الإسباني، الذي يسعى للاحتفاظ به ضمن منتخباته.
لكن ما يزيد من تعقيد الأمور هو أن بلعيد لا يزال في مرحلة النضج الكروي، ويريد الاستقرار في قرارته قبل تحديد مستقبله الدولي. فقد صرح أحد المقربين منه لوسائل الإعلام الإسبانية قائلاً: “ريان في مرحلة حساسة من مسيرته، وهو يريد التأكد من أنه سيتخذ القرار الأفضل لمستقبله الكروي”.
ومع الترقب الكبير لما ستؤول إليه مسيرته في قادم المواعيد، يظل ريان بلعيد واحداً من أبرز المواهب الجزائرية الشابة التي تملك فرصة كبيرة للتألق في الملاعب الأوروبية، سواء قرر تمثيل “محاربي الصحراء” أو الاستمرار مع المنتخب الإسباني. وفي كلتا الحالتين، فإن هذا الشاب يحمل في جعبته قدرات وإمكانات فنية تفتح له الطريق نحو النجومية.
أما جماهير أتلتيكو مدريد، فتنتظر بفارغ الصبر رؤية هذا النجم الشاب في مصاف الكبار، خصوصاً مع حاجتهم إلى دماء جديدة تعيد للفريق هيبته المعهودة. وقد تكون ترقية بلعيد إلى الفريق الأول مسألة وقت فقط، إذا واصل تقديم نفس المستويات التي جعلته محط الأنظار في دوري أبطال أوروبا للشباب.
وبين التطلعات الجزائرية والآمال الإسبانية، تبقى الأيام القادمة كفيلة بالكشف عن الوجهة التي سيسلكها ريان بلعيد، لتبدأ مرحلة جديدة من مشوار لاعب شاب، تتسارع الأندية والمنتخبات لضمه، فيما ينتظر هو اللحظة التي يعلن فيها عن ميلاد نجم جديد على الساحة الكروية.