وصف أوليفييه ليتانغ، رئيس نادي ليل الفرنسي، عودة الدولي الجزائري نبيل بن طالب إلى الملاعب بعد تعرضه لأزمة قلبية بأنها “حلم مجنون” وسابقة قد تكون الأولى من نوعها في فرنسا. فقد مرّ بن طالب، البالغ من العمر 29 عامًا، بتجربة صعبة في جوان، حين تعرض لأزمة قلبية مفاجئة نقل على إثرها إلى مستشفى في مدينة ليل، حيث خضع لعملية تركيب جهاز مزيل الرجفان في قلبه، وهو إجراء يُتخذ لضمان أمان القلب من حالات الخفقان القوية. وبسبب هذه العملية، غاب بن طالب عن الملاعب، وبدأ في رحلة علاجية دقيقة تحت إشراف طبيب متخصص في العاصمة الهولندية أمستردام، حيث يتبع برنامجًا علاجيًا بخمس مراحل تم الاتفاق عليه مع الاتحاد الفرنسي لكرة القدم.
وفي حديثه عن حالة اللاعب، أكد ليتانغ أن صحة بن طالب تظل الأولوية القصوى بالنسبة لنادي ليل، مشيرًا إلى أن النادي لن يخاطر بصحة لاعبه مهما كان الثمن. وقال: “صحة نبيل هي أولوية الأولويات بالنسبة لنا، والباقي ثانوي. إذا كان هناك أدنى خطر، فإننا سنوقف كل شيء”. هذه التصريحات تعكس تفاني النادي في حماية لاعبه، وتسلط الضوء على الطابع الإنساني في طريقة تعامل النادي مع وضع بن طالب.
رغم التحديات الكبيرة، لا يزال رئيس النادي يحمل الأمل بعودة بن طالب، واصفًا ذلك بالأمر “الاستثنائي” في فرنسا، حيث لم يسبق أن عاد أي لاعب مزود بجهاز إزالة الرجفان إلى المنافسات الاحترافية. وأوضح: “لدينا حلم مجنون جدًا لأن الأمر يتعلق بأول لاعب في فرنسا سيعود للعب بعد ما حدث له”. وتابع ليتانغ أن النادي تابع الأمر بعناية، واستشار مختصين في ألمانيا وهولندا وإسبانيا لضمان جدوى هذه العملية.
لكن رئيس النادي عاد ليشدد على أن طريق العودة لا يزال طويلًا، حيث أن اللوائح الفرنسية الحالية تمنع اللاعبين المجهزين بمثل هذا الجهاز من لعب كرة القدم الاحترافية. هذا الوضع القانوني يعكس رغبة الاتحاد الفرنسي في ضمان صحة اللاعبين، لكنه في الوقت ذاته يفرض على بن طالب تحديات إضافية في رحلته للعودة.
انضم بن طالب إلى نادي ليل قادمًا من أنجيه صيف 2023، وخاض معه حتى الآن 34 مباراة، صنع خلالها ثلاث تمريرات حاسمة، وشارك مع المنتخب الجزائري في 53 مباراة دولية، سجل خلالها خمسة أهداف. ومع ذلك، تجاوزت قصة بن طالب حدود الملعب، ليصبح اليوم نموذجًا للإصرار والعزيمة، حيث يسير بن طالب حاليًا في المرحلة الثالثة من العلاج تحت إشراف أطباء مختصين في أمستردام.
تتجاوز عودة بن طالب للملاعب كونها مجرد خطوة رياضية؛ إنها رحلة إنسانية تتسم بالتحدي والأمل، قد تشكل لحظة تاريخية في كرة القدم الفرنسية في حال تحقق “الحلم المجنون” الذي يتطلع إليه نادي ليل.