رياض محرز، النجم البارز للنادي الأهلي السعودي، يجد نفسه في موقف صعب للحفاظ على مكانته الأساسية في صفوف منتخب الجزائر، وسط منافسة شرسة من مواهب شابة تسعى لتثبيت أقدامها على الساحة الدولية.
منتخب الجزائر أمام تحديات كبيرة خلال الأشهر المقبلة، أبرزها تصفيات كأس العالم 2026 ونهائيات كأس أمم أفريقيا التي ستقام في المغرب بين نهاية 2025 وبداية 2026. هذه الرهانات تجعل كل مركز في التشكيلة الوطنية محل تنافس قوي، وخاصة مركز الجناح الأيمن، الذي يُعد معقل رياض محرز منذ سنوات.
محرز، الذي قدم أداءً مذهلاً خلال مسيرته مع “محاربي الصحراء”، بات مطالباً بالمحافظة على مستواه العالي لمواجهة المنافسة المتزايدة من لاعبين مثل بدر الدين بوعناني، نجم نيس الفرنسي، وأنيس حاج موسى، الجناح السريع لنادي فينورد الهولندي. لكن التهديد الأكبر ربما يأتي من ريان كولي، الموهبة الصاعدة لنادي كوينز بارك رينجرز الإنجليزي، والذي أظهر إمكانيات لافتة خلال الموسم الحالي.
ريان كولي، البالغ من العمر 19 عامًا، وُلد في لندن لأبوين جزائريين وانضم إلى أكاديمية كوينز بارك رينجرز في عام 2013. تم تصعيده إلى الفريق الأول في 2023 بعد تألقه مع فرق الشباب، ليخوض حتى الآن 15 مباراة صنع خلالها هدفين ضد كارديف ووست بروميتش ألبيون. مستواه التصاعدي جعل منه لاعبًا بارزًا في خطط مدربه مارتي سيفوينتس، وأثار اهتمام جماهير الجزائر التي تترقب انضمامه إلى المنتخب.
رياض محرز، الذي يحلم بمواصلة مسيرته الدولية حتى عام 2026 والمشاركة في كأس العالم بأمريكا الشمالية، يدرك أن مهمته لن تكون سهلة. المنتخب الجزائري يتصدر حاليًا مجموعته في تصفيات المونديال بالتساوي مع موزمبيق، بعد تحقيقه 9 نقاط من ثلاث انتصارات وخسارة واحدة. لكن التحديات تتجاوز التأهل، حيث تتطلب المرحلة القادمة بناء تشكيلة قادرة على المنافسة في المونديال والقارة الأفريقية.
محرز، الذي يملك في رصيده الدولي 98 مباراة و32 هدفًا و40 تمريرة حاسمة، سبق له تمثيل الجزائر في كأس العالم 2014، لكنه لم يشارك سوى في مباراة واحدة ضد بلجيكا في دور المجموعات. طموحه الكبير هو إنهاء مسيرته الدولية بإضافة مشاركة ثانية في المونديال، مع العلم أن المنتخب الجزائري يعتمد عليه كثيرًا كقائد وملهم داخل وخارج الميدان.
يبقى السؤال مطروحًا حول مدى قدرة رياض محرز على الاستمرار في تقديم الإضافة المطلوبة وسط هذه المنافسة. المرحلة المقبلة ستكون اختبارًا حقيقيًا لقدرة النجم الجزائري على التأقلم مع الضغوط ومواصلة التألق في ظل وجود منافسين شباب لا تنقصهم الموهبة ولا الطموح.