عشية المواجهة المرتقبة بين شباب قسنطينة الجزائري ونادي سيمبا التنزاني، ضمن الجولة الثانية من دور المجموعات لكأس الكونفدرالية الإفريقية 2024-2025، خص المدرب التنزاني دافيس فادولو وسائل الإعلام بتصريحات حملت إشادة كبيرة بمنافسه الجزائري، مع التأكيد على جاهزية فريقه لخوض التحدي في ملعب الشهيد حملاوي غدًا الأحد في تمام الساعة الخامسة مساءً.
في مستهل تصريحاته، وصف فادولو نادي شباب قسنطينة بالفريق “القوي والمتمرس”، مبرزًا خبرة لاعبيه في المنافسات القارية مقارنة بفريقه. وقال: “سنواجه فريقًا يطبق كرة قدم جميلة، وهو صعب المراس داخل الديار. لقد قدموا مباراة كبيرة أمام النادي الصفاقسي في تونس العاصمة، وهو دليل على قوتهم.” وأضاف: “شباب قسنطينة يمكنه نقل الخطورة إلى مرماك في أي لحظة، ولهذا سنكون مطالبين بالحذر الشديد طوال المباراة.”
فادولو أوضح أن سيمبا يعاني من قلة خبرة لاعبيه، حيث يبلغ متوسط أعمارهم 24 سنة فقط، مما يشكل تحديًا إضافيًا أمام فريق يمتلك عناصر ذات تجربة وخبرة في هذه المسابقات القارية.
كشف مدرب سيمبا عن استعدادات فريقه لهذه المواجهة، موضحًا أن البعثة وصلت إلى الجزائر قبل خمسة أيام من موعد المباراة، مما منحهم الوقت الكافي للتأقلم مع الطقس البارد في مدينة قسنطينة. كما أثنى على حسن الاستقبال الذي حظي به الفريق التنزاني، قائلًا: “وجدنا كامل الظروف للتحضير هنا، والاستقبال كان مميزًا من إدارة شباب قسنطينة.”
فيما يخص الجوانب الفنية، أشار فادولو إلى أن الجهاز الفني لسيمبا درس طريقة لعب شباب قسنطينة بدقة، قائلاً: “شاهدنا مبارياتهم، وندرك أن لديهم لاعبين يملكون المهارات والخبرة اللازمة في هذه النوعية من المنافسات.” وأضاف: “سنضع خطة مضادة لإيقاف عملياته الهجومية، لأننا نعرف جيدًا أن شباب قسنطينة يسعى للظفر بالنقاط الثلاث.”
إلى جانب الجوانب التكتيكية، شدد المدرب التنزاني على أهمية الجانب النفسي في هذه المواجهة، معتبرًا أن الحالة الذهنية للاعبين ستكون عاملاً حاسمًا. وقال: “الجانب النفسي قد يكون حلقة صنع الفارق في اللقاء. المباراة ستكون صعبة على الفريقين، وهدفنا هو تسجيل الأهداف وعدم العودة خالي الوفاض.”
المهاجم التنزاني أتيبا لم يخف هو الآخر حجم التحدي الذي ينتظر فريقه، واعتبر أن مواجهة شباب قسنطينة بمثابة “نهائي قبل الأوان”. هذا التصريح يعكس مدى الوعي بصعوبة المهمة أمام فريق اعتاد التألق في المواعيد الكبرى على أرضه وأمام جماهيره.
تأتي هذه المواجهة في وقت يبحث فيه شباب قسنطينة عن تحقيق انتصاره الأول في دور المجموعات، بينما يسعى سيمبا لتعويض تعثره السابق. ويُتوقع أن تكون المباراة مثيرة نظرًا لطموحات الفريقين في التقدم إلى الأدوار المقبلة من البطولة.
في الأخير، يبدو أن تصريحات المدرب فادولو عكست الاحترام الكبير لمنافسه الجزائري، مع التأكيد على جاهزية سيمبا لخوض معركة صعبة على أرضية ملعب الشهيد حملاوي. فهل سينجح شباب قسنطينة في استغلال عاملي الأرض والجمهور لتأمين النقاط الثلاث، أم سيكون لسيمبا رأي آخر؟ الأكيد أن الجماهير ستكون على موعد مع مواجهة كبيرة بين فريقين يطمحان للذهاب بعيدًا في هذه النسخة من كأس الكونفدرالية الإفريقية.