في لقاء صحفي كشف مهدي دورفال، اللاعب الجزائري الشاب في صفوف نادي باري الإيطالي، عن جوانب هامة من مسيرته الكروية، طموحاته المستقبلية، وعلاقته الخاصة بالجزائر. تصريحات دورفال عكست شخصية طموحة لا تعرف الاستسلام، حيث روى كيف تخطى الصعوبات ليصنع لنفسه مكانة مميزة في كرة القدم الإيطالية، مع إبقاء حلم تمثيل المنتخب الجزائري الأول في ذهنه.
“اسمي مهدي دورفال، ألعب في باري، في دوري الدرجة الثانية. أشغل مركز الظهير الأيسر وأيضًا الظهير الأيمن، لكننا نلعب بطريقة 3-5-2، لذا ألعب في الجناح الأيسر وأحيانًا في الجناح الأيمن”، بهذه الكلمات قدّم دورفال نفسه، موضحًا مرونته التكتيكية التي تمكنه من اللعب في أكثر من مركز على الأطراف. هذه القدرة المتعددة الأدوار هي إحدى نقاط قوته التي جعلت العديد من الأندية تراقبه، بما في ذلك نادي نابولي، بطل الدوري الإيطالي.
وحول اهتمام نابولي به، قال دورفال: “معرفة أن نابولي مهتم بي يجعلني سعيدًا للغاية، لكنني أفضل التركيز على العام الذي أمضيه. وعندما ينتهي العام، سأركز على العروض التي تصل”. وأكد اللاعب أنه لا يفكر في الانتقال خلال فترة الانتقالات الشتوية المقبلة، مشيرًا إلى أن تركيزه الحالي منصب على تقديم أفضل مستوياته مع باري. ورغم ترك الباب مفتوحًا أمام فكرة الرحيل، إلا أنه أوضح: “بالطبع، إذا كان هناك ناد كبير يريدك في يناير، فهذا أمر جيد. بعد ذلك، يعود الأمر إلى وكيل أعمالي للتحدث معي حول هذا الأمر، وسأتخذ القرار المناسب في الوقت المناسب”، مؤكدًا أن الأولوية الآن هي إنهاء نصف الموسم بشكل جيد.
وعلى صعيد مسيرته الشخصية، سرد دورفال رحلته الكروية التي لم تخلُ من التحديات. بدأ مشواره في نادي ريد سار مونتروي، قبل أن ينتقل إلى بوبيني، ثم مونتروج، ومنه إلى أكاديمية أميان، حيث تعرض لأول انتكاسة كبيرة في مسيرته. “لم يمددوا عقدي في أميان. كنت في ورطة ذهنية، حتى أنني فكرت في اعتزال كرة القدم. ولحسن الحظ، دعمني أحد أصدقائي المقربين وأقنعني بالاستمرار”، بهذه العبارات كشف عن مدى تأثير هذه الفترة الصعبة على نفسيته.
تجاوز دورفال تلك المحنة، ليخوض تجربة جديدة مع أوبيرفيلييه، حيث خاض بضع مباريات فقط، لكنها كانت كافية لجذب أنظار أحد أندية الدوري الإيطالي، وهو ما فتح له أبواب الانتقال إلى نادي فاسانو. من هناك، انتقل إلى تيريجنو، حيث أسهم في صعود الفريق إلى الدرجة الثانية، قبل أن يحط الرحال في باري، النادي الذي يلعب له منذ ثلاث سنوات. “من دوري الدرجة الأولى إلى دوري الدرجة الثانية في عام ونصف، وأنا في باري منذ ثلاث سنوات، حيث يسير كل شيء على ما يرام”، قال دورفال، واصفًا مشواره السريع في كرة القدم الإيطالية.
لكن أكثر ما أثار اهتمام دورفال، وجعله يقترب أكثر من قلوب الجزائريين، هو حديثه عن ارتباطه بالجزائر ورغبته في تمثيل المنتخب الوطني. تحدث عن تجربته الأولى مع منتخب الجزائر تحت 23 عامًا خلال مباراة الذهاب ضد غانا في عنابة، حيث قال: “بصراحة، سارت الأمور بشكل جيد. لقد صدمت بالأجواء في الجزائر، خاصة في عنابة. لقد كانت المرة الأولى لي في الجزائر، وقد أدفأت قلبي”، مضيفًا أن هذه التجربة جعلته يكتشف حب الجماهير الجزائرية، وهو أمر وصفه بأنه “لا يُصدق”.
وكشف مهدي عن أصوله الجزائرية من جهة والدته، قائلاً: “جاء والدا والدتي إلى فرنسا في وقت مبكر جدًا، لذلك لم تتح لي الفرصة لزيارة الجزائر. والدتي من قسنطينة”، مشيرًا إلى أنه يحمل في قلبه حلمًا كبيرًا بالانضمام إلى المنتخب الأول. “سيكون حلمًا الانضمام إلى الفريق الأول. أعرف أن الأمر صعب، ولكنني على استعداد للعمل من أجل ذلك”، بهذه العبارات اختتم دورفال حديثه عن رغبته الكبيرة في ارتداء قميص “الخضر” يومًا ما.
تصريحات دورفال عكست طموح لاعب يسعى لصنع اسمه في كرة القدم الأوروبية، وفي الوقت نفسه، لم ينس جذوره الجزائرية. هذه الرغبة في تمثيل المنتخب الوطني تجعل منه أحد الأسماء التي قد يكون لها دور مهم في مشروع المستقبل لـ “محاربي الصحراء”، خاصة مع أدائه المميز في الدوري الإيطالي وتحسنه المستمر.