في أول اختبار له كمدرب لمولودية الجزائر، حاول التونسي خالد بن يحيى تبرير تعادل فريقه السلبي (0-0) أمام جمعية الشلف في الجولة 14 من الدوري الجزائري لموسم 2024-2025. المواجهة التي جرت وسط آمال كبيرة من الأنصار بظهور قوي للمدرب الجديد، عرفت سيناريو زاد من الإحباط، خاصة مع إهدار محمد الأمين ثابتي لركلة جزاء كانت كفيلة بتغيير مجرى اللقاء.
بعد نهاية المباراة، خرج بن يحيى ليتحدث عن اختياراته التكتيكية التي أثارت الجدل، خاصة مسألة التغييرات المتأخرة، حيث قال: “كنت حاب نغير ما بين الشوطين لكني خفت على اللاعبين الشبان من الضغط في هذه المباراة”.
وأضاف مبررًا أسلوبه في التعامل مع اللقاء: “تغييرات كانت متأخرة حتى لا أضغط على اللاعبين البدلاء الشبان”. هذا التصريح جاء ليبرر قراره بعدم الدفع بأسماء جديدة في توقيت مبكر، إذ اعتبر أن إدخال لاعبين شبان في ظل ضغط المباراة قد يؤثر سلبًا على مستواهم وثقتهم بأنفسهم.
في حديثه عن أداء الفريق، بدا بن يحيى متفائلًا، حيث قال: “لست قلقا على أداء الفريق ومع مرور المباريات والوقت سيتغير الوضع”. ورغم الانتقادات الموجهة، شدد المدرب على أن الفريق في مرحلة انتقالية، معتبرًا أن التطور سيتحقق تدريجيًا.
لم يفوّت بن يحيى الفرصة للإشادة بجودة لاعبي المولودية، مؤكدًا: “رغم التعادل إلا أن فريقنا يملك لاعبين ذو مستوى كبير”. أراد بهذا التصريح رفع معنويات لاعبيه، خاصة بعد التعادل المخيّب الذي رآه البعض بمثابة هزيمة غير معلنة.
لكن التونسي لم يخفِ وعيه بالمشكل الأساسي الذي يعاني منه الفريق، حيث قال بصراحة: “أنا واعي بالمسؤولية وأعلم أننا نملك مشكل في الفعالية”. وجّه بهذه الكلمات رسالة واضحة إلى اللاعبين والإدارة، معترفًا بأن العقم الهجومي هو النقطة السوداء التي تحتاج إلى معالجة عاجلة.
وفي محاولة لتقريب الوضع بين تجربته في المولودية وما عاشه في تجربته السابقة مع الترجي التونسي، قال: “المولودية مثل الترجي في تونس، الكل يعلم بتشكيلة فريقنا وبمستواه”. أراد من خلال هذا التشبيه أن يلفت الانتباه إلى الضغط الذي يعيشه الفريق، كونه دائمًا تحت أعين المنافسين الذين يعرفون نقاط قوته وضعفه، مما يجعل الفوز أمرًا أكثر تعقيدًا.
ومواصلة للحديث عن مشكل العقم الهجومي، قال بن يحيى: “لو نلاحظ سنرى أن أداءنا كان جيدًا، وهذا يؤكد أن المشكل هو مشكل فعالية وليس مشكل نفسي ويجب أن نجد حلول في أقرب وقت”. أراد بذلك إبعاد شبهة الضعف النفسي عن اللاعبين، مؤكدًا أن الأمور تتعلق بنقص اللمسة الأخيرة أمام المرمى، وهو أمر يمكن تصحيحه بالعمل الميداني.
في نهاية حديثه، أقرّ بن يحيى بأن نتيجة التعادل ليست مرضية بالنسبة للجماهير والإدارة، لكنه حاول التركيز على الإيجابيات، قائلاً: “صحيح حققنا نتيجة سلبية اليوم بالنسبة للإدارة والجمهور، لكنه يعتبر تعادل بعدة أشياء إيجابية”. تصريح أراد من خلاله المدرب التونسي تهدئة الأجواء المشحونة، مطالبًا بالمزيد من الوقت لتطبيق فلسفته التكتيكية مع الفريق.
المواجهة أمام جمعية الشلف كانت أول اختبار حقيقي لخالد بن يحيى مع المولودية، وخرج منها بتعادل مخيّب، لكنه حاول التخفيف من وطأته بالتأكيد على ضرورة الصبر والعمل على تحسين الفعالية الهجومية، وهو التحدي الأبرز الذي ينتظره في الجولات المقبلة.