ارتدى لاعبو فريق “ديبورتيفو بالستينو” الشيلي في لقاءهم أمام فريق نوبيلينسي بالدوري المحلي لكرة القدم، الكوفية الفلسطينية وجثوا على ركبهم قبل المواجهة احتراما وحدادا على الشهداء الذين قتلهم العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ 38 يوما على مواطني قطاع غزة، وقد أحدثت هذه الصور ضجة على مواقع التواصل الاجتماعي.
كثيرا ما تطرح أسئلة حول الصلة بين هذا الفريق بفلسطين المحتلة خاصة وأنه ينشط في دولة تبعد آلاف الكيلومترات عن المنطقة العربية.
فما قصة هذا النادي؟
في العاصمة التشيلية سانتياغو، يرفرف علم فلسطين عالياً. أكبر تجمع فلسطيني خارج الشرق الأوسط حيث يبلغ عدد الفلسطنين هناك تقريبا بنحو نصف مليون شخص من أصول فلسطينيّة.
ورغم أن هناك عددًا كبيرًا من الأندية واللاعبين الأجانب الذين يقفون بقوّة مع القضية الفلسطينية، إلا أن دعم نادي بالستينو دائما ما يكون قويا و مختلفاً، فالنادي الذي تأسس عام 1920، يأمل لتعريف العالم بالتراث الفلسطيني وتنظيم حملات لتسليط الضوء على القضية الفلسطينية وقد ظهرت الكوفية مرات عدة أثناء دخول اللاعبين إلى أرض الملعب.
وقد أصدر النادي حملة تبرعات لصالح شهداء فلسطين، ضحايا العدوان الصهيوني الغاشم الذي استهدف غزة مؤخرا، والذي راح ضحيته الآلاف من أبناء فلسطين شهداء.
وقد قام الفريق سابقا بافتتاح أكاديمية كرة القدم لتدريب الأطفال في قطاع غزة عام 2021 كثاني فروع النادي التشيلي في فلسطين بعد أكاديميته الأولى ضمن مدينة رام الله.
فاز مرتين بدوري الدرجة الأولى أعوام 1952 و1972، ثم فاز بالعديد من الإنجازات يأتي في مقدمتها الفوز بلقب كأس الدوري مرة أخرى عام 1978، وكأس تشيلي ثلاث مرات عام 1975 و1977 و2018، واحتل المركز الثاني في الدوري أربع مرات عام 1953، 1974، 1986، 2008.
ورغم ماحققه النادي من نجاحات وامتلاكه لقاعدة شعبية كبيرة في تشيلي، إلا أن تمسّك النادي بأصوله وهويّته ومساندة القضيّة الفلسطينية جعله عرضة للعديد من المشاكل والمضايقات في الداخل والخارج.
ففي عام 2014، غرم النادي بما يعادل 1300 دولار لاستخدامه قمصاناً يبدو فيها الرقم واحد على شكل خريطة فلسطين، مع منع اللاعبين من ارتدائها بعد شكوى من الجالية اليهودية في تشيلي.
ومع مرور الوقت، لم يتنازل نادي بالستينو عن خارطة فلسطين، فتم وضعها على القميص بطريقة أخرى، وما لبث أن بات مسجد قبة الصخرة حاضرا على قميص اللاعبين من الأمام عند الصدر، وذلك في رسالة للعالم بأسره، أن فلسطين في قلب نادي بالستينو!
سيبقى بالستينو صوتاً للقضية الفلسطينية ليس في تشيلي وحدها بل في أميركا الجنوبية والعالم، بل أكثر من ذلك، هو نادي الوطن في الغربة.