أثارت قرعة نهائيات كأس إفريقيا للأمم 2025، التي وضعت المنتخب الوطني الجزائري في المجموعة الخامسة إلى جانب منتخبات بوركينا فاسو، السودان، و غينيا الاستوائية، ردود فعل متباينة بين التقنيين و اللاعبين السابقين. حيث أجمع هؤلاء على أن المجموعة تبدو متوازنة، لكنهم حذروا من الاستهانة بالمنافسين، مشددين على ضرورة الاستفادة من دروس النسختين السابقتين التي ودعها “الخضر” من الدور الأول.
يرى عبد الحكيم سرار، الرئيس السابق لوفاق سطيف و المتوج مع المنتخب الوطني بكأس إفريقيا 1990، أن المجموعة التي وقع فيها “الخضر” ليست سهلة، رغم أنها تبدو متوازنة مقارنة ببقية المجموعات.
و قال سرار في تصريح له: “المجموعة التي وقع فيها المنتخب الوطني ليست سهلة بطبيعة الحال، يمكن القول إنها متوازنة، لكن علينا أن ندرك أن كأس إفريقيا تبقى أصعب من الفوز بكأس العالم.”
كما شدد على ضرورة التركيز على المنافسين، معتبرا أن التأهل إلى الدور الثاني يعد: “إلزاميًا و ضروريًا هذه المرة.” و أضاف: “لدينا ثقة كبيرة في المدرب فلاديمير بيتكوفيتش، الذي استطاع غرس روح جديدة في المنتخب، و نأمل أن يكون لذلك أثر إيجابي في كأس إفريقيا و أيضًا في تصفيات كأس العالم.”
أما المدرب السابق لاتحاد العاصمة و شبيبة القبائل، يونس إفتيسان، فقد وصف المجموعة بـ”المفخخة”، مشيرًا إلى أن مواجهتي بوركينا فاسو و غينيا الاستوائية ستكونان معقدتين.
و قال إفتيسان: “منتخبنا الوطني كان محظوظا عندما وضعته القرعة في مجموعة متوازنة نسبيا، لكن يجب عدم التهاون، خاصة أن المباراة الأولى أمام السودان ستكون مفتاح التأهل.”
و أضاف: “أظن أن منتخبنا يملك أسبقية فنية و معنوية على منافسيه، يمكنه بلوغ الدور الثاني، و الثأر رياضياً من بوركينا فاسو و غينيا الاستوائية اللتين سبق أن سببتا لنا مشاكل في المنافسات السابقة.”
كما لفت إلى أن عدم تصنيف المنتخب ضمن المرشحين الأوائل للفوز بالبطولة قد يكون عاملاً إيجابيًا لتخفيف الضغط على اللاعبين.
بدوره، أبدى عامر بن علي، لاعب مولودية الجزائر السابق، تفاؤله بمسار المنتخب الوطني في دور المجموعات، لكنه دعا إلى الحذر.
و قال بن علي: “على الورق، القرعة كانت في صالحنا مقارنة بمنتخبات مثل مصر، كوت ديفوار، تونس، و السنغال، لكن هذا لا يعني أن المهمة ستكون سهلة.”
و أضاف: “يجب التركيز بشكل كامل و عدم تكرار الأخطاء الماضية، خاصة في مباريات المجموعات التي غالبًا ما تحمل مفاجآت غير متوقعة.”
كما أشار إلى أن النسخة السابقة من كأس إفريقيا شهدت مفاجآت بالجملة، مما يحتم على المنتخب الجزائري التعامل مع جميع المباريات بجدية كبيرة.
أما المدرب سي الطاهر شريف الوزاني، فقد أكد أن مجموعة الجزائر متوازنة، لكنه شدد على ضرورة التعلم من دروس الإخفاق في نسختي 2021 و 2023.
و قال: “المنتخب الوطني هو الأفضل على الورق في هذه المجموعة، لكن هذا لا يعني أن الأمور ستكون سهلة. علينا أن نتعلم من خروجنا المبكر في آخر نسختين.”
كما نبه إلى خطورة منتخب السودان، قائلاً: “منتخب السودان قدم تصفيات قوية، و لا يجب الاستهانة به. ما حدث لنا أمام موريتانيا في نسخة كوت ديفوار لا يزال في الأذهان، و علينا تفادي أي مفاجآت غير سارة.”
و شدد على أن الكرة الإفريقية تطورت بشكل كبير، مما يجعل المنافسة أكثر صعوبة، مؤكدًا ثقته في قدرة “الخضر” على الذهاب بعيدًا في البطولة.
من جانبه، أكد اللاعب السابق لنصر حسين داي، علي بن دبكة، أن المنتخب الجزائري يملك كل مقومات النجاح في هذه النسخة.
و قال بن دبكة: “المنتخب الوطني يتمتع بتاريخ عريق، و هو قادر على المنافسة بقوة في كأس إفريقيا بفضل خبرته و إمكاناته الفردية و الجماعية.” و أضاف: “صحيح أن المنتخبات الإفريقية أصبحت أكثر تنظيما و قوة، لكن الجزائر تبقى من أبرز المرشحين للتألق، بدليل مشوارها الإيجابي في تصفيات كأس إفريقيا و كأس العالم.” و ختم قائلاً: “نأمل أن تكون هذه النسخة فرصة للمنتخب الوطني لكتابة فصل جديد من الإنجازات و إسعاد الجماهير الجزائرية.”
أما المدرب فؤاد بوعلي فقد وصف القرعة بالمناسبة، مؤكدا أن المنتخب الوطني يعد الأفضل على الورق بين منتخبات المجموعة الخامسة. كما أكد على ضرورة الاستفادة من أخطاء النسختين الأخيرتين من البطولة القارية، و أشار إلى أن الجاهزية البدنية و النفسية ستكون عاملا حاسما في مشوار المنتخب، و أوضح أن الحديث عن التتويج أو تقديم أداء كبير سابق لأوانه.