أوضح شعبان مرزقان إحدى أيقونات جيل الثمانينات في تصريحاته لصحيفة لاكازيت دوفنيك أن جميع المنتخبات في هذا المستوى متقاربة من حيث الإمكانيات، و لا توجد مجموعة سهلة كما يظن البعض، مشيرًا إلى أن المنتخب الجزائري يدرك جيدًا صعوبة المنافسة، خاصة بعد الخروج المبكر في النسختين الماضيتين.
و أكد أن اللاعبين يجب أن يدخلوا البطولة بعقلية تحقيق نتائج إيجابية دون النظر إلى هوية الخصوم، مشددًا على أن الفوز في المباراة الأولى أمام السودان سيكون مفتاح التأهل، لأن أي تعثر قد يجعل المهمة أكثر تعقيدًا في بقية المشوار.
كما تحدث مرزقان عن الفارق بين الجيل الحالي و الجيل الذي لعب فيه، مؤكدًا أن المنتخب الجزائري في الثمانينات كان يتكوّن بالكامل من لاعبي الدوري المحلي، مما منحهم انسجامًا و استقرارًا كبيرين، بينما يعتمد المنتخب الحالي على محترفين قادمين من أوروبا، و هو ما قد يسبب بعض التحديات، خاصة أن الأندية الأوروبية لا تتعاون دائمًا في تحرير اللاعبين للمشاركة في البطولة. و رغم ذلك، شدد على أن الجزائر تمتلك أحد أفضل المنتخبات في القارة، مع توفر لاعبين على مستوى عال قادرين على تحقيق نتائج إيجابية.
و عند الحديث عن المدرب فلاديمير بيتكوفيتش، رأى مرزقان أن الحكم عليه لا يجب أن يكون مرتبطًا فقط بنتائج هذه البطولة، لأن العمل على بناء فريق قوي يحتاج إلى وقت و استقرار مشيرا إلى أن المنتخب بدأ يستعيد شيئًا من الاستقرار مع إدماج مجموعة من اللاعبين الشباب الذين أظهروا مستويات مشجعة في الفترة الأخيرة، و هو ما قد يكون عاملًا إيجابيًا في مشوار الخضر خلال البطولة.
فيما يخص الجدل حول إعطاء الأولوية للتأهل إلى كأس العالم 2026، أكد مرزقان أن الجزائر يجب أن تدخل كل المسابقات بعقلية المنافسة القوية، وليس فقط من أجل المشاركة. و شدد على أن التأهل إلى المونديال لا يجب أن يكون عائقًا أمام تحقيق نتائج جيدة في كأس إفريقيا، لأن المنتخب الجزائري لا يمكنه أن يرضى بمجرد الظهور في البطولة دون السعي للمنافسة على الألقاب.
و تطرق مرزقان إلى الأجواء التي قد يواجهها المنتخب الجزائري في المغرب بسبب التوترات السياسية، لكنه استبعد أن تؤثر هذه العوامل على الأجواء داخل الملاعب، مستشهدًا بتجربة الجزائر في كأس إفريقيا 1988، حيث لقي المنتخب دعمًا من الجماهير المغربية رغم الأوضاع السياسية المتوترة آنذاك. و أوضح أنه يجب الفصل بين السياسة و كرة القدم، متوقعًا أن يجد المنتخب الجزائري دعمًا من الجمهور المغربي كما حدث في الماضي.
أما عن توقعاته لمشوار المنتخب الجزائري في البطولة، فقد رفض تقديم تنبؤات دقيقة، لكنه عبّر عن أمله في وصول الخضر إلى المربع الذهبي على الأقل، مشددًا على أن الجزائر دائمًا ما تكون من بين الفرق المرشحة للمنافسة على اللقب، رغم قوة بعض المنتخبات الأخرى مثل مصر و ساحل العاج.
و ختم مرزقان حديثه بتأكيد دعمه الكامل للمنتخب، مشيرًا إلى أن رهانه سيظل دائمًا على الجزائر، و أنه يتمنى رؤية الفريق يحقق مشوارًا ناجحًا في البطولة المقبلة.