ثمانية أشهر بعد تعرضه لمشاكل صحية قلبية، عاش نبيل بن طالب عودة رائعة في مباراة فوز فريقه ليل على رين يوم الأحد الماضي في الجولة 22 من الدوري الفرنسي و كانت عودته المؤثرة في المباراة مصحوبة بإشادة حارة من جميع أفراد النادي الشمالي.
و قال مدربه برونو جينيسيو في تصريح له لشبكة دازن: “كما نرى، عندما نؤمن بأنفسنا ونتشبث بالعزيمة ونتمتع بالمرونة، كل شيء يصبح ممكنًا. في يونيو الماضي، كنا جميعًا قلقين جدًا، أولًا على صحته، ثم على مستقبل مسيرته. إنه أمر استثنائي، لأنه ليس فقط أول مرة في فرنسا يحدث أن يعود لاعب بعد مشكلات قلبية، بل هو الذي منحنا الفوز بتسجيله الهدف الأول. هذا هو السبب الذي يجعلنا نحب كرة القدم. إنه أمر مؤثر للغاية. بصراحة، أعتقد أنه لا يوجد سوى كرة القدم التي يمكن أن تجعلنا نعيش هذه المشاعر. إنها فرحة كبيرة. نحن دعمناه وكان هناك فترات من الشك. في بعض الأحيان كنا نقول، “سيعود”، ثم نكون أقل يقينًا. لقد استعد جيدًا، وتدرب بشكل فردي كثيرًا. من الناحية البدنية، كان جاهزًا. أنا سعيد حقًا من أجله، لأنه أمر استثنائي أن نعيش هذا”.
وأضاف المدرب جينيسيو في المؤتمر الصحفي: “إنه أمر يمنحنا سعادة أكبر ليس فقط لنبيّل، بل أيضًا للفريق بالكامل، لأنه شخص يحظى بتقدير كبير في المجموعة. نعلم جميعًا ما مر به، لكنه استحق ذلك. أنا أؤمن بأن كل شيء يأتي عن طريق الجهد والمثابرة. هو تمسك بالأمل و آمن بنفسه وبالذين دعموه. حتى في الأوقات التي تخللها الشك. إنها حقًا قصة مذهلة. جميعنا سعيدون بمشاهدتها. في البداية، لم أتمكن من رؤية من سجل الهدف. ولكن عندما رأيته يركض احتفالا بالهدف، أدركت أنه هو. جميع أفراد الجهاز الفني وقفوا، وكنا نشعر وكأننا على سحابة لفترة من الوقت. من الصعب وصف هذه اللحظات، فهي مشاعر قوية للجميع. إنها لحظة ستظل محفورة في ذاكرتنا وفي تاريخ النادي وفي أذهان كل من عاشها. من الصعب الحديث عن الأمر، لأن من الصعب تصوّر أنه يمكن أن يحدث هكذا. إنها قصة جميلة”.
بدوره عبّر الحارس لوكاس شيفالييه عن إعجابه بعودة بن طالب المؤثرة، قائلاً: “إنها لحظة جميلة، لأنها تأتي في وقت كنا نستحق فيه التسجيل، لكننا شعرنا أن كل شيء كان ضدنا بعد ضياع ركلة جزاء، وهدف ملغى… كنا نظن أن الهدف لن يأتي اليوم، وإذا به، بعد دخوله مباشرة، يسجل نبيل الهدف الذي يرفعنا إلى المقدمة. إنها لحظة رائعة، لم نكن نتوقعها. المدرب كان شجاعًا في الدفع به، لأنه تم التصديق على عودته فقط هذا الأسبوع. القصة جميلة، ونحن خرجنا بثلاث نقاط مهمة جدًا”.
و أكمل شيفالييه: “نحن جميعًا شعرنا بالحماسة. الكل كان يركض للاحتفال معه. لدينا مشاعر كبيرة، ولكن أعتقد أن مشاعره كانت أكبر بكثير”. وأضاف: “في غرفة تغيير الملابس، كنا في غاية السعادة. قمنا بمزاح معه قليلاً، وأعطيناه الكثير من التقدير. نبيل شخص هادئ للغاية، لا يظهر مشاعره كثيرًا، ويمكن أن يظهر قاسيًا وغير مبالي. لكننا بذلنا جهدًا كبيرًا في تهنئته. وهذا سيمنحه دفعة معنوية كبيرة بعد تسعة أشهر من الغياب عن الملاعب، في الوقت الذي حقق فيه الفريق نجاحات لم يتمكن من المشاركة فيها. على الأقل، هناك صفحة جميلة في قصة نبيل هذا العام”.
كما عبّر المدافع بافودي دياكيتي عن تأثره الكبير بهذه العودة قائلاً: “لقد كانت انفجارًا، وهذا واضح إنها مشاعر كبيرة. عندما بدأ يعود للتدريبات معنا، كانت تلك لحظة كبيرة. ولكن عندما سجل الهدف الأول الذي منحنا التقدم على رين، لم يكن هناك شيء أجمل من ذلك. هل مررت بشيء مشابه؟ لا، هذا يتجاوز حدود كرة القدم. إنها قصة حياة، لا يمكننا إلا أن نكون سعداء، لا نعرف حتى إذا كان سينام هذه الليلة من شدة الفرحة. قمنا بمزاح معه قليلًا، ونحن جميعًا سعداء من أجله، الجماهير كانت دائمًا وراءه، وكانت تلك بمثابة شكر له عندما ذهب لمشاركتهم في الاحتفال. نبيل يبقى شخصًا هادئًا، لكنه كان سعيدًا على أي حال”.
في سياق آخر، وعلى الرغم من خيبة أمله في تلك المباراة، لم يتردد لودوفيك بلاس، لاعب وسط رين، في إبداء إعجابه ببطل تلك الليلة قائلاً: “أثناء المباراة، لم نكن نركز كثيرًا على ذلك، ولكن بعد المراجعة، أدركنا أنه أمر جيد جدًا له. الصحة هي الأهم، وكنا جميعًا على دراية بما مر به. نحن جميعًا سعداء برؤيته يعود، كان الأمر صعبًا للغاية بالنسبة له. هذا الهدف جاء ضدنا، ولكنني آمل أن يمنحه هذا شعورًا جيدًا”.
من جانبه، لم يكن بنجامين أندري، لاعب وسط ليل، أقل تأثرًا، حيث قال: “أفكر كثيرًا في نبيل. هناك مصائر استثنائية، وأعتقد أن هذه كانت مكتوبة له. أخبرنا بعد المباراة أنه كان يشعر بذلك. القصة رائعة، فزنا وهو من سجل الهدف الأول وفي مجمل المباراة كان يستحق ذلك”.
وأضاف: “بالتأكيد كانت هناك مشاعر قوية عند العودة بعد تجربة مثل تلك. نحن شهدنا ذلك من الداخل. هو شخص محبوب جدًا في المجموعة، وقد قاتل كثيرًا للعودة. لم يحدث هذا من قبل في فرنسا أن يلعب لاعب مع جهاز تنظيم ضربات القلب، أنا أفكر فيه، و في عائلته، وأطفاله. كان من المؤكد أن في داخله كان يحمل الكثير من المشاعر”.
