حكم محكمة التحكيم الرياضي في القضية التي أثارت الجدل لمدة عام كامل يمثل نقطة تحول مهمة في كرة القدم الأفريقية.
بالنسبة لاتحاد العاصمة والاتحادية الجزائرية لكرة القدم ، هذا الحكم يمثل انتصارًا سياسيًا على الجار، المغرب. تمكن الجزائريون من الدفاع بحزم عن مواقفهم أمام الاتحاد الأفريقي لكرة القدم ونادي بركان ، اللذين انتهكا القوانين التي تحكم الرياضة بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص حول العالم. بالإضافة إلى كونه انتصارًا قانونيًا، قد يفتح هذا القرار الباب أمام تعويضات مالية لاتحاد العاصمة، الذي شهد مساره في كأس الكونفيدرالية الأفريقية 2024 يتعطل بسبب هذه القضية.
الآن، يمكن للنادي الجزائري تقييم الأضرار التي لحقت به وبدء إجراءات المطالبة بالتعويضات. وقد أعلن رضا عبدوش، مسؤول اتحاد العاصمة، أن النادي سيبدأ إجراءات المطالبة بالتعويضات المالية والمعنوية. ومن الجدير بالذكر أن الاتحاد الأفريقي لكرة القدم كان قد فرض عقوبة مالية على الاتحاد العاصمة بقيمة 40 ألف دولار “لعدم احترام قرارات وأنظمة أجهزة الاتحاد الأفريقي لكرة القدم”.
انتصار للدبلوماسية الجزائرية
يريد النادي الجزائري أيضًا فرض عقوبات على المسؤولين الذين اتخذوا القرار الذي أدى إلى إقصاء اتحادالعاصمة من نصف نهائي كأس الكونفيدرالية الأفريقية في النسخة الماضية. قال عبدوش: “سوف نطالب بعقوبات ضد الذين اتخذوا القرار لصالح نادي بركان في قضية القميص. كما سنطالب بتعويضات عن الأضرار التي لحقت باتحاد العاصمة، الذي كان ينبغي أن يتأهل إلى النهائي على الطاولة الخضراء بسبب المخالفة التي ارتكبها الفريق المنافس. بالإضافة إلى ذلك، سنطالب بتعويض مالي يعادل الأرباح التي كان النادي سيحصل عليها لو وصل إلى نهائي البطولة”.
وأشاد عبدوش أيضًا بالدور الأساسي الذي لعبته الاتحادية الجزائرية لكرة القدم في انتصار لاتحاد العاصمة أمام محكمة التحكيم الرياضي. وقال: “الاتحادية الجزائرية لكرة القدم ساعدتنا في ملفنا، والقرار الصادر عن محكمة التحكيم الرياضي يمثل انتصارًا حقيقيًا للدبلوماسية الجزائرية”.
ضربة قوية للمغرب… والاتحاد الأفريقي لكرة القدم
من الناحية الرياضية والمؤسساتية، تسلط هذه القضية الضوء على التوترات بين الاتحاد الأفريقي لكرة القدم وأجهزته التأديبية، التي تم تكذيبها من قبل محكمة التحكيم الرياضي. وقد يؤدي ذلك إلى إصلاحات أو على الأقل إعادة تقييم لبعض القرارات داخل الهيئة القارية.
واعتبرت محكمة التحكيم الرياضي أن “صورة الخريطة الترابية للمغرب، التي تتضمن الصحراء الغربية، على القمصان المثيرة للجدل تنقل رسالة أو مظهرًا أو دعاية ذات طابع سياسي، نظرًا لأن هذه الخريطة تمثل تأكيدًا على سيادة ترابية لا تزال محل نزاع ولم تحل بعد على المستوى الدولي”.
يبقى أن نرى كيف سيتفاعل الاتحاد الأفريقي لكرة القدم مع هذا القرار وما إذا كانت ستتبع ذلك تداعيات على الساحة الأفريقية، خاصة فيما يتعلق بمستقبل مسابقات الأندية والعلاقات بين الاتحادات المعنية.
