يستعد ملعب الوحدة المغاربية بمدينة بجاية لاحتضان واحدة من أبرز مواجهات الجولة الأخيرة من البطولة المحترفة الأولى “موبيليس”، حيث سيواجه أولمبيك أقبو فريق شباب بلوزداد، في لقاء لن يكون عادياً، ليس فقط على أرضية الميدان، بل في مدرجات الملعب التي يُنتظر أن تشهد حضورًا جماهيريًا قياسيًا من أنصار أولمبيك أقبو.
تنتظر جماهير أولمبيك أقبو هذه المباراة بشغف استثنائي، حيث شرعت مبكرًا في التحضير والتنقل الجماعي نحو بجاية لمؤازرة فريقها في آخر خرجة من الموسم. وتُشير التقديرات إلى أن عدد الحضور سيتجاوز عتبة 20 ألف مشجع، ما يُعد رقمًا غير مسبوق في تاريخ الفريق، حتى بالمقارنة مع مباريات الصعود التاريخي.
و ستكتسي المدرجات بالكامل بألوان الفريق، حيث أعدّت المجموعات التنظيمية للأولتراس دخلة خاصة، مع لافتات ضخمة وأهازيج جماعية تليق بالمناسبة. المباراة تحوّلت إلى عيد جماهيري في أقبو، والأنصار يرون فيها تتويجًا لموسم أول ناجح في القسم الأول، ووسيلة للتعبير عن الانتماء والدعم المطلق للفريق الذي شرف المنطقة.
ورغم أن اللقاء يحمل طابعًا تنافسيًا، إلا أن مدرجات أنصار شباب بلوزداد ستكون خالية، بسبب القرارات الأخير للرابطة المحترفة و الفاف ، الذي يقضي بمنع تنقل جماهير الفرق الزائرة لدواعٍ تنظيمية وأمنية. هذا القرار جعل الجماهير البلوزدادية تتابع اللقاء من بعد، بينما استغل جمهور الأقبو الفرصة لتحويل المواجهة إلى مهرجان دعم لفريقهم.
السلطات المحلية في ولاية بجاية اتخذت ترتيبات مشددة لاستقبال الحشود الكبيرة، عبر خطة أمنية دقيقة تشمل مداخل ومخارج الملعب، إضافة إلى تعزيز تواجد الحماية المدنية والمصالح الطبية لتفادي أي طارئ. كما تم تخصيص عدد كافٍ من الحافلات والوسائل لنقل المناصرين من أقبو والبلديات المجاورة إلى بجاية.
الحضور القياسي المرتقب يُعدّ رسالة واضحة من جماهير أقبو لإدارة النادي واللاعبين: “لسنا جمهور موسم، نحن جمهور مشروع”. فهذه الجماهير، التي لم تتخلف عن أي محطة طيلة الموسم، تؤكد من جديد التزامها ومكانتها كأحد أبرز جماهير الموسم الكروي الحالي.
مهما كانت نتيجة اللقاء، فإن أولمبيك أقبو حقق إنجازًا مزدوجًا: البقاء بين الكبار من جهة، وبناء قاعدة جماهيرية صلبة ومخلصة من جهة ثانية. والمشهد المنتظر في ملعب الوحدة المغاربية سيكون بلا شك ختامًا تاريخيًا لموسم أول بين الكبار.
