بعد غياب طويل عن الواجهة القارية، تستعد لبؤات الجزائر لصناعة المجد من جديد، وكتابة صفحة جديدة في تاريخ الكرة النسوية، من بوابة كأس أمم إفريقيا 2025 بالمغرب. هي عودة لا تقبل القسمة على اثنين، عودة ممهورة بالأمل، بالتحدي، وبشغف وطن بأكمله يرى في هذه المجموعة النسوية بذرة مشروع كروي واعد، قادر على انتزاع مكانته بين كبار القارة.
المنتخب الوطني النسوي، بقيادة جهاز فني جديد وبروح قتالية متجددة، دخل أجواء التحضير الفعلي للمسابقة القارية المنتظرة، حيث سيخوض مباراتين وديتين حاسمتين، ستشكلان المحطة الأخيرة في مسار التحضير الفني والتكتيكي للعرس القاري.
وسيواجه المنتخب الجزائري للسيدات في المباراة الودية الأولى نظيره من الكونغو الديمقراطية، يوم الأحد المقبل بداية من الساعة الخامسة مساءً، على أرضية ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة. أما المواجهة الثانية فستكون أمام منتخب السنغال، يوم الـ1 من جويلية المقبل، بداية من الساعة الثامنة ليلاً، وبنفس الملعب، في مباراة قوية من المنتظر أن تمنح الطاقم الفني صورة أوضح عن جاهزية المجموعة قبل خوض المنافسة الرسمية.
ورغم أن تفاصيل الغياب عن منافسات “الكان” لا تزال ثقيلة على ذاكرة الشغوفين بالمنتخب النسوي، إلا أن التحدي اليوم ليس في استرجاع الأرقام، بل في تجاوز العثرات، واستعادة الهيبة، وتقديم نسخة مشرفة من الأداء تعكس حجم العمل والجهد المبذول في الكواليس. فالفريق الذي عانى من التهميش لفترات طويلة، يُطل من جديد بروح جديدة، بلاعبات يتحلين بالانضباط، والعزيمة، والانتماء.
المباريات التحضيرية لن تكون مجرد “وديات”، بل اختبارات فعلية لمدى انسجام المجموعة، قدرتها على تنفيذ التعليمات، والتحكم في النسق العالي، قبل دخول غمار بطولة ستكون استثنائية بكل المقاييس، بحكم قوتها، تنظيمها، وضغط المنافسة.
المغرب سيكون أرض التحدي، لكن الجزائر ستكون عنوان الطموح.. فالأنظار مشدودة نحو لبؤات الجزائر، والرسالة واضحة: لا مكان للخطأ، ولا وقت للتردد، والموعد مع التاريخ يقترب. فهل يعلو زئير اللبؤة ويهزّ القارة؟ الأيام القادمة وحدها تحمل الجواب.