منذ صافرة البداية، لم تكن البطولة مجرد منافسة كروية، بل واجهة فاضحة لكوارث تنظيمية وسياسية، جعلت من المغرب مثالًا حيًّا لكيفية تحويل الرياضة إلى مسرح عبثي، المنتخب الجزائري للسيدات وجد نفسه وسط عاصفة مفتعلة، حملة مبرمجة، افتراءات متواصلة، ومضايقات تكشف نوايا أقل ما يقال عنها دنيئة، وكل ذلك وسط صمت مطبق من الكاف، وتواطؤ واضح من الإعلام المحلي المغربي
في حفل الافتتاح، الذي يُفترض أن يكون مناسبة احتفالية لكل إفريقيا، اختار المغرب أن يُقحم السياسة، ويروّج لأغنية تمجّد سلب أراضي الصحراء الغربية، في انتهاك صارخ لقوانين الاتحاد الإفريقي ومحكمة التحكيم الرياضي، لم يكن ذلك مجرد هفوة، بل رسالة واضحة عن نية خلط الأوراق وتسييس الحدث الرياضي بكل وقاحة، ومع ذلك، كانت النهاية مضحكة حين اضطُر المنظمون للعودة إلى الخريطة الرسمية لإفريقيا التي تعتمدها الكاف، والتي لا تعترف بالصحراء كجزء من المغرب، انتصار زائف انكشف في أقل من 24 ساعة
لكن المسرحية لم تتوقف عند هذا الحد. الإعلام المغربي افتعل قضية مضحكة حول تغطية شعار البطولة، متهمًا الجزائر وبوتسوانا بالتصرف المتعمد. الحقيقة؟ الشعار الذي غُطّي لا يمت بصلة للبطولة، بل يخص ناديا محليا مغربيا، والعمل تم بقرار إداري، لكنهم أرادوا فضيحة بأي ثمن، ولو بالكذب الرخيص والتضليل
وعن الملاعب؟ فحدّث ولا حرج. ملاعب بلدية متشققة، إنارة خافتة، تجهيزات مهترئة، مدرجات خاوية، وغرف تغيير ملابس تصلح للمزارع أكثر من كرة القدم، هل هذه هي الدولة التي تروّج لتنظيم “كان الرجال” بعد أشهر؟ إذا كانت هذه الظروف الكارثية تُفرض على سيدات إفريقيا، فماذا سيفعلون مع كبار القارة؟ البطولة الحالية ليست سوى بروفة فاشلة لما هو قادم من فضائح في ديسمبر المقبل.
الفضيحة الكبرى أيضًا في ظروف الإقامة، حيث اضطرت بعثات الجزائر، والكونغو و غيرهم الكثير من المنتخبات المشاركة، لتغيير مكان الإيواء بسبب الوضع المزري، الغرف المتسخة، الخدمات الرديئة، والأكل غير اللائق، لكن الجزائر وحدها تم استهدافها في الإعلام المغربي وكأنها الوحيدة التي تجرّأت على الاحتجاج، البقية التزموا الصمت، لكن الحقيقة فضحت كل شيء.
ما يجري في “كان السيدات” بالمغرب ليس سوى قمة جبل الجليد، وما خفي كان أعظم، هذه ليست بطولة إفريقية، بل مسرحية رديئة من إنتاج هواة، إخراج مرتعش، وتمثيل سياسي فاضح، الجزائر تقف بشموخ رغم الحصار، والمنتخب الوطني للسيدات أثبت أن الكرامة لا تُباع مقابل صفقات بروتوكولية، إذا كان هذا هو التحضير لتنظيم كان 2025، فالعنوان واضح… كارثة في الطريق، والكاف يتفرّج!