تتجه الأنظار في القارة السمراء مساء اليوم على الساعة 20:00 نحو المجموعة الثانية، حيث يلتقي منتخب السودان بنظيره السنغالي في مواجهة مثيرة ضمن تصفيات كأس العالم، مباراة تكتسي أهمية كبيرة بالنظر إلى صراع المنتخبين المباشر على بطاقة العبور. الوضع الحالي في الترتيب يعكس تقارباً شديداً، فالكونغو الديمقراطية تتصدر بـ13 نقطة، بينما يتقاسم السودان والسنغال المركزين الثاني والثالث برصيد 12 نقطة لكل منهما، مع أفضلية طفيفة للسنغال بفارق الأهداف (+7) مقابل (+6) للسودان. أرقام ضيقة تجعل أي تعثر بمثابة نقطة فاصلة في صراع الصعود.
المنتخب السوداني يسير بخطى ثابتة رغم الظروف الصعبة وتوقف الدوري المحلي بسبب الحرب. ورغم غياب الإيقاع التنافسي، نجح الجهاز الفني بقيادة الغاني جيمس كويسي أبياه في المحافظة على توازن الفريق بالاعتماد على لاعبين بارزين أبرزهم محمد عبد الرحمن “الغربال”، الذي يواصل تقديم أوراق اعتماده كأحد أبرز هدافي المنتخب. قوة السودان تكمن في صلابته الدفاعية وتنظيمه الجيد، مع الاعتماد على المرتدات السريعة والكرات الثابتة لتعويض غياب النسق الدوري، وهو ما مكّنه من تحقيق نتائج إيجابية وحجز مكان متقدم في التصفيات.
أما السنغال، فيدخل المنافسة بقائمة مدججة بالنجوم المحترفين في أكبر الدوريات الأوروبية. أسماء مثل ساديو ماني وبابي سار قادت المنتخب للحفاظ على معدل تهديفي جيد وفارق أهداف مريح، مع تنوع كبير في الحلول الهجومية. قوة السنغال تكمن في خبرة لاعبيها وقدرتهم على فرض أسلوب لعب هجومي مبني على التمريرات الحاسمة وصناعة الفرص، ما يجعلها دائماً قادرة على الحسم في اللحظات الحرجة.
التكتيك يبدو محدداً لمصير كل طرف. السودان يراهن على الانضباط والروح القتالية وسرعة التحول، بينما يعتمد السنغال على التفوق الفردي والقدرة على استغلال المساحات. ومع هذا التقارب الكبير في النقاط، فإن أي هفوة قد تغيّر ملامح المجموعة، لتبقى كل مباراة بمثابة نهائي مبكر يحدد من سيواصل حلم الوصول إلى المونديال.