في إعلان قائمته الأخيرة، لم يقتصر قرار فلاديمير بيتكوفيتش على اختيار اللاعبين، بل حمل رسالة واضحة لكل المعنيين بالمنتخب الوطني: مكانك يُكسب بالجاهزية والاستحقاق. يوسف بلايلي حاز على الثقة، بينما وجد سعيد بن رحمة نفسه خارج الحسابات لأول مرة منذ قدوم المدرب البوسني، ما يطرح التساؤل: هل صار بيتكوفيتش يعتمد أخيرا على معيار الجاهزية بعد انتقادات عديدة لإبقائه أسماء لم تعد تقدم المستوى المطلوب؟
بن رحمة.. عشر سنوات من الفرص الضائعة
منذ التحاقه بالخضر سنة 2015، لم ينجح سعيد بن رحمة في تثبيت مكانته، رغم 40 مباراة شارك فيها، سجل خلالها 4 أهداف وقدم تمريرتين حاسمتين فقط. في عهد بيتكوفيتش، مُنح ابن مدينة عين تيموشنت 15 فرصة كاملة، منها 8 مباريات كأساسي، لكنه لم يكن اللاعب القادر على إحداث الفارق، خاصة بعد الأداء المتواضع أمام غينيا الذي شكّل الحد الفاصل، ليصبح استبعاده هذه المرة منطقيا وموضحا لسياسة الاستحقاق التي يتبعها المدرب.
بلايلي.. ثقة جديدة
يوسف بلايلي، نجم الترجي، تواجد في القائمة بعد بداية موسم مميزة مع ناديه (هدفان و6 تمريرات حاسمة في 7 مباريات). إحصائياته مع المنتخب تؤكد قيمته: 57 مباراة، 10 أهداف، و27 تمريرة حاسمة.
رغم أنه لم يكن الخيار الأول تحت قيادة بيتكوفيتش سابقا، قرر المدرب منحه الثقة في هذه المرحلة، مؤكدا أن الجاهزية وحدها هي المعيار الأساسي.
بيتكوفيتش.. الحزم والوضوح
خلال ندوته الصحفية، شدد المدرب على فلسفته في الاختيار:
“اخترت اللاعبين الأكثر جاهزية. لا أحد له مكان مضمون في المنتخب، الاستحقاق وحده هو الفيصل.”
وأضاف حول بلايلي:
“الجماهير تحبه كثيرا، لكنني أركز على من يمكنه أن يمنحني الفوز.”
قرار بيتكوفيتش يحمل رسالة مزدوجة: أولا، أن المنتخب ليس حكرا على الأسماء أو على التاريخ، بل هو ملك للأكثر جاهزية وعطاءً. ثانيا، أن المدرب يعرف متى يكون صارمًا ومتى يمنح الثقة، خصوصا للاعب مثل بلايلي، الذي يمكنه إعادة الحيوية الهجومية وإشعال حماس المدرجات.
في النهاية، الإجابة واضحة: بيتكوفيتش منح بلايلي الثقة لأنه الأقدر على تقديم الإضافة، بينما استبعد بن رحمة بسبب التراجع في الأداء وغياب الجاهزية، تأكيداً بأن الاستحقاق والفعالية هما الفيصل الحقيقي في تشكيل المنتخب.