قدّم المنتخب الليبي أداءً شجاعا لكنه أضاع فوزا كان في متناوله، بعدما تعادل (3-3) أمام ضيفه الرأس الأخضر في مباراة مثيرة احتضنها ملعب “11 جوان” بطرابلس، ضمن الجولة التاسعة من تصفيات كأس العالم 2026.
مواجهة درامية حبست الأنفاس حتى الثواني الأخيرة، جعلت الحلم المونديالي يتأجل للرأس الأخضر ويتبخر نهائيا لليبيا.
بدأت المباراة بنسق مرتفع، حيث تقدّم “فرسان المتوسط” مبكرا بهدف عكسي من المدافع روبيرتو لوبيز في الدقيقة الأولى، قبل أن يعادل تيلمو أركانجو النتيجة للرأس الأخضر في الدقيقة (29).
وردّ عزو المريمي سريعا بتوقيع الهدف الثاني (42)، ثم عزّز محمود الشلوي النتيجة بهدف ثالث رائع من ركلة حرة مباشرة (58)، ما جعل الجماهير الليبية تقترب من الاحتفال بفوز كبير على متصدر المجموعة.
لكن منتخب الرأس الأخضر، الذي يعيش واحدة من أفضل فتراته في تاريخه، رفض الاستسلام وعاد بقوة في الربع ساعة الأخيرة. فبعد خطأ من الحارس مراد الوحيشي، قلّص سيدني كابرال الفارق (76)، ثم أدرك ويلي سميدو التعادل (82)، ليعيد الأمل مجددا لـ”أسماك القرش الزرقاء” في مباراة ملتهبة.
وفي الوقت بدل الضائع، كاد الفريق الضيف يصنع المفاجأة ويسجل هدف الفوز الرابع، لكن الحكم ألغاه بداعي التسلل وسط احتجاجات كبيرة، إذ أظهرت الإعادة أن القرار كان قاسيا وربما غير مبرر، ليغادر الرأس الأخضر طرابلس بنقطة بطعم الحسرة والندم.
ورغم خيبة التعادل، بات منتخب الرأس الأخضر على بُعد خطوة واحدة فقط من إنجاز تاريخي يتمثل في التأهل لأول مرة إلى نهائيات كأس العالم. ويتصدر الفريق المجموعة الرابعة برصيد 20 نقطة، متقدّما بفارق نقطتين عن الكاميرون (18 نقطة) التي فازت على موريشيوس (2-0).
ويكفي “القرش الأزرق” الفوز في الجولة الأخيرة على إيسواتيني، يوم 13 أكتوبر المقبل في برايا، لضمان بطاقة العبور المباشر إلى المونديال المشترك بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك في إنجاز سيكون الأول من نوعه في تاريخ الأرخبيل الصغير الذي لا يتجاوز عدد سكانه نصف مليون نسمة.
أما المنتخب الليبي، فبعد هذا التعادل، تجمّد رصيده عند 15 نقطة ليودّع رسميا سباق التأهل، رغم الأداء القتالي والعزيمة التي أظهرها لاعبوه.
