منذ الساعات الأولى لصباح اليوم، تحوّلت الطرق المؤدية إلى مدينة تيزي وزو إلى مساراتٍ نابضة بالحياة، بعدما انطلقت قوافل الأنصار من مختلف ولايات الوطن في اتجاه ملعب حسين آيت أحمد، لمساندة المنتخب الوطني في لقائه الختامي من تصفيات كأس العالم أمام أوغندا.
حافلاتٌ وسياراتٌ مزدانةٌ بالأعلام الوطنية وأصوات المزامير التي لا تهدأ، رسمت على طول الطريق مشهدًا مميزًا يعكس حجم الارتباط الوجداني بين الجمهور الجزائري وراية بلاده. فمن وهران إلى الجزائر العاصمة، ومن سطيف إلى البويرة وبومرداس، توحّد المشهد ذاته. جماهير من مختلف الأعمار والجهات تتقاسم ذات الهدف حضور لحظة احتفالية مع “الخضر” بعد ضمان التأهل للمونديال.
على مداخل تيزي وزو، بدا الازدحام واضحًا، غير أن التنظيم الجيد سهّل عملية دخول الجماهير إلى محيط الملعب. وقد انتشرت فرق الأمن والدرك الوطني لتأمين التدفق الكثيف للمناصرين، فيما نصبت السلطات المحلية نقاط راحة واستقبال على طول الطريق لتوفير المياه والمساعدة للمسافرين.
من جهتهم، عبّر العديد من الأنصار عن اعتزازهم بزيارة عاصمة جرجرة في مناسبة كروية وصفوها بـ“الرمزية”، مؤكدين أن حضورهم اليوم هو عربون وفاء وتشجيع للمنتخب في أجواء عائلية احتفالية أكثر منها تنافسية.
تقول إحدى العائلات القادمة من ولاية المدية: “لم نأتِ لمشاهدة مباراة فقط، بل للاحتفال بمنتخبنا، هي لحظة فخر لكل جزائري.” أما مجموعات المشجعين المنظمة، فقد رفعت شعاراتٍ تؤكد على دعم المنتخب وتحث على الحفاظ على الروح الرياضية داخل المدرجات.
ومع اقتراب الموعد المحدد للمباراة في تمام الساعة الخامسة مساءً، تزداد حناجر الأنصار ارتفاعًا بالأغاني الوطنية، في مشهد يؤكد أن رحلة الجماهير نحو تيزي وزو لم تكن مجرد تنقّل، بل عرس كروي وطني بكل المقاييس.
صابر غالم
