يعتبر عيسى ماندي من الأسماء التي عاشت كل اللحظات السعيدة والحزينة مع المنتخب الجزائري خلال السنوات الماضية، ولذلك تُعد خبرته الطويلة مفيدة للمجموعة الحالية التي يضمها العديد من اللاعبين الشباب.
وبدأ ماندي مسيرته مع الخضر في أيام رائعة قبل كأس العالم 2014، ثم قدم دورة نالت إعجاب الجماهير، قبل أن يخوض تجارب مختلفة كان يعود من كل واحدة منها أقوى، ويثبت مكانته بشكل أكبر ضمن منظومة محاربي الصحراء.
وكان ماندي قريبًا من الإبعاد عن تشكيلة الخضر بعد الظهور الشاحب في كأس إفريقيا 2017 والمستوى الضعيف في تصفيات كأس العالم 2018، غير أنه عاد من بعيد ليصبح من أهم العناصر التي ساهمت في التتويج بكأس أمم إفريقيا 2019، بعد أن وضع المدرب السابق جمال بلماضي ثقته فيه ليعيد بناء الخط الخلفي، وهي المهمة التي نجح فيها.
وأُعيد نفس السيناريو مع اللاعب نفسه مرة أخرى، حيث أن إخفاق المنتخب الجزائري في الوصول إلى كأس العالم 2022 بطريقة صادمة، والخروج مرتين على التوالي من الدور الأول لكأس أمم إفريقيا، دفع ماندي للتفكير في الاعتزال دوليًا، خصوصًا أنه تقدم في العمر، لكن قدوم المدرب فلاديمير بيتكوفيتش جعله يغير رأيه، ويواصل رحلته مع الخضر، حيث كان الاعتماد عليه كبيرًا، ومنحه المدرب دورًا تنظيميًا دفاعيًا، ليكون من العناصر التي ساهمت بقوة في تأهل الجزائر لكأس العالم 2026.
ويأمل عيسى ماندي، الذي يُعتبر أكثر اللاعبين مشاركةً بقميص محاربي الصحراء، أن يكمل ما تبقى له في مسيرته الدولية بطريقة مثالية، من خلال تقديم مستوى عالٍ في كأس إفريقيا وكأس العالم القادمين، ليعتزل مثل الكبار، ويغادر من الباب الواسع.