يعيش وسط ميدان الخضر عدم استقرارية واضحة، خاصة في حقبة بيتكوفيتش، و يعود الأمر لعديد المتغيرات كالإصابات، أو تراجع مستوى بعض الركائز، أو بقرار فني عائد لعدم اقتناع الناخب الوطني بهذه التوليفة، التي تمثل العمود الفقري للفريق.
وبعد أن اقتنع بيتكوفيتش في مرحلة ما بثلاثية قندوسي وبوداوي و عوار، تعرض أحد أضلاع الثلاثي لإصابة طويلة-عن قندوسي أتحدث- مادفع الناخب الوطني لإعادة ترميم أوراقه، والبحث عن توليفة جديدة، تسرح وتمرح بطريقة سلسة، وتنظم اللعب وتكون كسنفونية في رفع وخفض إيقاع اللعب، وهو الأمر الذي لم يجده لحد الآن، ودليل ذلك تجريبه لعديد الثلاثيات، على غرار بوداوي مع مازة و بناصر، أو هذا الأخير مع بن طالب و عوار ، أو زروقي مع بن طالب و عوار، وكلها لم تقنع نوعا ما لا الناخب الوطني ولا الجمهور، بحكم ظهور نوع من الانسيابية بينها وعدم الانسجام، وهذا راجع ربما لتشابه “بروفايلات” اللاعبين المختارين.
أما عن مباراة الغد ضد بوتسوانا، فلا يوجد أمام الناخب الوطني خيارات كثيرة في المركز المدروس، ففي جعبته كل من (زروقي، بن طالب،بوداوي) كلاعبي وسط متأخرين، و يجب أن يختار إثنين لربح مركز آخر من لاعبي الوسط المتقدمين، كعوار أو شايبي أو مازة، و الأقرب في هذه الحالة و حسب منطق الكرة ومنطق مستوى اللاعبين مع أنديتهم في الآونة الأخير، إشراكه للثلاثي بن طالب و بوداوي و عوار، هذا إذا لم تحدث أي مفاجآت، و تعكر صفوى بيتكوفيتش، أو بقرار مفاجئ منه بإشراك زروقي البعيد كل البعد عن مستواه، وكذا ماشاهدناه في عديد اللقاءات السابقة مع المنتخب التي لم يقنع فيها بتاتا -حسب- أهل الاختصاص و الشارع الجزائري.
طريقة أخرى أمام بيتكوفيتش ربما تعطيه أكثر انتعاشا و أكثر بدائل، و هي تغير طريقة اللعب و العودة لخطته المعهودة، والتي أتت أكلها في العديد من المناسبات وهي خطة3/4/3، التي تعطي وسط الميدان كثافة عددية أكثر و مرونة تكتيكية أكبر، و تجعل أمام المدرب العديد من الخيارات والبدائل الإضافية.
على العموم، الوضع الذي يجد نفسه فيه بيتكوفيتش في كل مرة لا يحسد عليه، فنادرا ما اكتملت المجموعة التي استدعاها، لتطبيق فلسفته ما دفعه أحيانا مرغما في إشراك أسماء لن تلعب لو لم يكن الأمر اضطراريا.