ينتظر الجمهور الجزائري الذواق لكرة القدم والعارف بشؤونها، مباراة السعودية بشغف لتقريب الصورة منه أكثر حول التوليفة الأساسية التي ستلعب اللقاء، وهي نفسها بنسبة كبيرة تصل لأكثر من 70 بالمئة ستكون الخيار الأولي للناخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش، في كأس أفريقيا المقبلة.
وبدأت تبرز في الأفق العديد من الصراعات التنافسية الإيجابية على بعض المراكز داخل المنتخب الوطني، خاصة ما شاهدناه من عناصر جديدة أخذت فرصتها خلال المباراة الفارطة أمام زيمبابوي، فمنهم من ربح نقاطا وقال أنا أجدر بالمنافسة ومنهم من خسر نقاطا وبدأت حظوظه في التلاشي.
ولعل من أهم المراكز تنافسية هو مركز المهاجم المصاحب لعمورة، إذا أكملنا بخطة مباراة زيمبابوي، والتي دخلها بونجاح أساسيا مصاحبا لعمورة، في حين تم استبداله في الشوط الثاني بمنصف بكرار.
وهنا يتضح جليا أن الثنائي أصبح في منافسة خاصة وإيجابية لتحديد هوية العنصر الأساسي، وهنا يدفعنا الفضول الإعلامي الرياضي للتغلغل أكثر حول الثنائي ومن الأحق والأجدر بمصاحبة عمورة مستقبلا وبالتحديد ماوراء مباراة السعودية، بحكم أن المباراة المقبلة امام الاخضر السعودي سيتغيب فيها عمورة بداعي الاصابة وما قد يدفع المدرب لاحتمالية اشراك الثنائي مع بعضه لأول مرة.
فبالنسبة لبونجاح وهو أحد الهدافين التاريخيين للخضر، فقد شوهد في الفترة الأخيرة وإن لم نقل في آخر ثلاث سنوات بمستواً متذبذبٍ، لا يبشر بالخير فلو لاحظنا مشاركاته الأساسية لما وجدناه سجل أهداف كثيرة ولا قدم مستويات كبيرة، خاصة مع تقدمه في السن ولعب في بطولة لا ترتقيا لمستوى نجوم الخضر الذين مروا على المنتخب، ناهيك على ناديه الذي يعتبر من الفرق المتوسط داخل البطولة القطرية، كما عادت عليه البطولة بالسلب من ناحية الرشاقة والخفة، حيث يظهر مؤخرا بونجاح وهو بثقل بدني وزيادة في الوزن، وهذا راجع أكيد بنسق البطولة القطرية، أما على المستوى الشخصي، فقد أصبح من أكثر اللاعبين تضييعا للفرص التهديفية، خاصة أنه إذا سجل هدفا تجده قد ضيع أربعة، بالرغم من أن بونجاح من أكثر المهاجمين حسا تهديفيا سابقا، كما أنه يعرف جيدا خبايا منطقة العمليات، دون أن ننسى أن مغلب أهداف بونجاح في الفترة الأخيرة جاءت على طبق من ذهب ودليل ذلك هدفه الأخير الذي أبدع في إيصال الكرة له ثنائية مازة وعمورة ليجد نفسه وجها لوجه مع الشباك، دون أن ننقص من مجهوده في الجري ل45 مترا حتى وصل لتلك النقطة.
في الجانب التاني، نجد لاعبا شابا مثل منصف بكرار متألقا مع ناديه ويسجل كلما أنيحت له الفرصة، كما أنه يلعب في أوروبا ومع احسن نادي في تاريخ كرواتيا، والذي يلعب بصفة دائمة في البطولات الأوروبية، ويقدم هذا اللاعب في الآونة الأخيرة مستوا لافتا، دفع الناخب للاستنجاد به ووضعه ضمن خياراته بعد إصابة غويري، وفي بضع دقائق معدودات أمام المنتخب الزينبابوي كشر عن أنيابها بالرغم من عدم التسجيل، إلا أنه أظهر ثنائية جميلة حركية وديناميكية نشطة رفقة عمورة، خاصة بفنياتهما ولامركزيتهما، ناهيك عن ميزته في شغل كل مراكز الهجوم، وكذا ذكائه وعدم تخوفه من طلب الكرات، وطلبها في أماكن استراتيجية مدروسة، حتى إن تحركاته تجدها غير عشوائية ومدروسة وأكاديمية، تبين حجم الموهبة التي يمتلكها هذا الشاب، خاصة أن هذا المهاجم لم يأخذ حقه بعد من فرص المشاركات الدولية مع المنتخب.
وفي ظل غياب عمورة عن المباراة المقبلة، ستكون الفرصة متاحة امام الثنائي لتثبيت اقدامه، فبين هذا وذاك منافسة ذكية وإيجابية ستعود على المنتخب أكيد بالنجاح، لكن إذا استثمر فيهما بالطريقة المثلى وعدم دحض المنافسة بينهما وبعث مشوارهما مع المنتخب من جديد، فيما ستكون مباراة السعودية معيارا حقيقيا للثنائي حول من له أحقية ربح مكانة أساسية في المستقبل القريب، فمن سيكون الأجدر بلعب مباراة السعودية أساسيا؟ ومن سيستغل فرصة المباراة لفرض منطقه على اللعبة وإثبات جدارته في استمراره أساسيا؟ .. وهل سنشاهد الثنائي معا امام السعودية؟..كلها أسئلة سيقدمها اللاعبان على الملعب ويجيبها بيتكوفيتش.
