ستكون قمة الجزائر والسعودية مسرحا لصراع داخل صراع، ولعل أهم الصراعات والتي ستوجه لها الأنظار هي الصراعات الفردية، ولا صوت يعلو عن صراع طفى فوق سطح الأفق بين قائدي المنتخبين رياض محرز و سالم الدوسري، واللذان تقابلا مرارا في دوري روشن السعودي مع نادييهما، الأول مع الأهلي والثاني مع الهلال.
وفصل التعادل بثلاثة أهداف لكل فريق، بين الفريقين في آخر مباراة بالدوري السعودي في سبتمبر الماضي، لكن الثنائي لم يسجل، علما أن الأهلي يتأخر عن الهلال بأربع نقاط، ويقبع في المركز الخامس في سلم الدوري، في حين فريق الدوسري يقع في المركز الثالث.
وسيتعمد الثنائي محاولة تقديم كل ما لديهما، لقيادة منتخبيهما للفوز في المباراة، ومن جهة ثانية الفوز في الصراع الشخصي بين اللاعبين، وفض شراكة التعادل الأخير بينهما، خاصة أن الثنائي يقدم مستويات راقية مع نادييهما ما سيجعل المباراة مباراة داخل مباراة.
بالنسبة لقائد الأخضر سالم الدوسري، فهذه ليست مجرد 90 دقيقة، بل مباراة تحمل الرقم 100 في مسيرته الدولية، وسيدخل اللقاء بدوافع شخصية هائلة للاحتفال بهذه المئوية التاريخية، وبأداء يليق به أمام منافس بحجم الجزائر، خاصة أن الدوسري في أوج نضجه الكروي، يريد أن يترك بصمة خالدة في ليلته الخاصة، ليثبت أنه لا يزال النجم الأول والقائد الفني للمنتخب السعودي في رحلته الجديدة، علما أنه أكثر لاعب أبهر جمهور المنتخب السعودي أمام كوت ديفوار.
على الجانب الآخر، تكتسب المباراة طابعاً خاصاً جداً لقائد الجزائر ونجم الأهلي السعودي، رياض محرز. سيلعب ساحر العرب على أرض يعرفها جيداً في مدينة جدة، وبين جماهير تهتف له أسبوعياً، لكن هذه المرة كخصم أو عدو صديق.
هذا التحدي يضع محرز تحت ضغط إيجابي، فهو لا يمثل الجزائر فقط، بل يخوض مواجهة شخصية لإثبات تفوقه في ملعبه أمام زملائه ومنافسيه في الدوري السعودي، ليجد نفسه في صراع فني بين رغبته في تأكيد زعامته، ومحاولة نجوم الأخضر في إثبات قدرتهم على تحييد أخطر أسلحة “الخضر”.

