غالبا ما تكون الإصابات هي الهاجس الأول لكل اللاعبين، خاصة عندما تأتي في ظرف حساس كالذي يشهد لاعبي المنتخب الجزائري وهم مقبلون على بطولة كأس أفريقيا بعد أقل من شهرين من الآن، في حين سيكون أمامهم تحديين وجديين بعد أيام، وهو الذي سنشهد فيه غياب لاعبين في آخر لحظة عن “الخضر” بسبب الإصابة.
وتأكد غياب الثنائي رامي بن سبعيني وفارس شايبي ، وتم إعفاؤهما من سفرية جدة، حتى يكونا جاهزين للمحفل القاري، علما أن الناخب الوطني اكتفى بمن عنده من اللاعبين ولم يستعن بعنصرين جديدين لتغطية غياب الثنائي
وأحيانا تكون هذه الغيابات التي تأتي في آخر لحظة، فرصة لأسماء أخرى لم تأخذ حقها من اللعب مثلا أو لم تدرج لأسباب مختلفة سواء فنية أو إدارية، وكما يقال “مصائب قوم عند قوم فوائد”.
وبغياب الثنائي ربما تكون الفرصة مواتية أمام بعض العناصر التي تشغل نفس مناصب الغائبين، فلو تحدنا عن بن سبعيني لوجدناه اليساري الوحيد في المحور، لكن هذا لا يحذو كونه منصب يستطيع شغله أي مدافع يميني، فلو حددنا ووضعنا العناصر المحورية المدعوة، لوجدنا أن مثلا شرقي يستطيع شغل ذلك المنصب وبلعيد مثلا، أو الوافد الجديد بن قارة، وكلها أسماء تنتظر فرصتها بفارغ الصبر للكشف عن ما بجعبتها من مستوى، وكذا بالنسبة للمناصر الجزائري الذي يريد التعرف عن كثب على آداء هذه الأسماء التي ربما بحضور بن سبعيني لم تكن لتأخذ نصيبها الكلي من المنافسة.
من جهة ثانية، غياب شايبي فتح الباب أمام بعض العناصر الأخرى كذلك سواء العائدة، أو التي لم تشغل الوسط مع بعضها البعض، على غرار الوافد الجديد تيطراوي، أو بن ناصر، عوار، وكذا مازة، وقبال الذي لعب لدقائق في المباراة الماضية في وسط الميدان.
هذه الغيابات تمثل أحيانا فرصا لأسماء تستغل فرص تلك الدقائق، لتثبت أقدامها وتفوز بمكان دائم داخل التشكيل الأساسي للمنتخب أو حتى في القائمة، في حين أن عدم استغلالها سيكون أمرا لا يلام عليه إلا صاحبه.
وربما احسن مثال لاستغلال الفرص هو قندوسي الغائب بسبب العودة الاخيرة من الإصابة، حينما جاءته الفرصة وقدم اداءا راقيا، شفع له حتى في غيابه بالتحدث عليه خيرا، وكذا دفع الشارع الجزائري الرياضي يتمنى عودته في القريب العاجل للعودة لمنصبه.
