ليس دائما تسلم الجزة، فالفرديات لا تنجيك دائما وتمنحك الفوز، وهو ما شاهدناه مع المنتخب الوطني الرديف، خلال البطولة الحالية لكأس العرب، أين ظهر الخضر بعيدين كل البعد عن الجماعية، في حين كانت فرديات بعض اللاعبين، على غرار براهيمي وبولبينة وبركان، هي طوق النجاة في المباريات السابقة.
واصطدم أشبال بوقرة اليوم بالأمر الواقع، حين وجد بوقرة نفسه أمام مدرب درس الخضر جيدا، وشل حركة أسلحته الفردية، في حين لم يحرك بوقرة ساكنا وتميز فقط بالبديهيات، خلال تغيير المركز بمركز، حتى أنه غير مدافعا بمدافع، في ظل أن المنتخب كان بحاجة لتدعيمات هجومية.
وكشفت مباراة اليوم المحدودية التي يعيشها بوقرة تدريبيا مع المنتخب خاصة على الجانب التكتيكي، حيث واصل بطريقة بعبه المعهودة وهي 3/3/4، حتى والفريق بحاجة لتغيير منهجه وديناميكيته، فلم يتحول لا لل2/4/4 مثلا ولا 2/5/3، حتى يعطي نفسا جديدا لفريقه ونشاطا أكثر، و يسبب ارتباكا للخصم، لكنه أصر على نفس النهج بالرغم من أنه يرى أن المنتخب الإماراتي كان الأفضل منه.
ولم يقدم بوقرة على حركة إبداعية لتحسين الجانب الهجومي، في حين عابه تأخره في التبديلات، والتي جاءت كلها بالمركز بمركز، لكن الأمر لن يغير شيئا إذا ما لم يتغير النهج التكتيكي، في ظل عجز لاعبيك عن صنع فرص محققة للتسجيل.
كلها علامات تأكدت مباراة تلو المباراة، على ضعف النهج التكتيكي للناخب الوطني مجيد بوقرة، الذي يفتقر للخبرة اللازمة في التعامل مع هكذا مباريات، خاصة في الشق الجماعي، والذي استمر في انتكاساته في بطولتي الشان الماضيتين ليضيف لها انتكاسة أخرى في الكأس العربية الحالية، في حين لم يشفع له تتويجه بالكأس العربية في نسختها الماضية، خاصة أن الجانب الفردي هو من كان حاسما فيها، على غرار بلايلي وبراهيمي وسعيود.

