في حدث استثنائي ومن غير المألوف مشاهدته عبر تاريخ المنتخب الجزائري خاصة الحديث، أن وجد اسم لاعب تم استدعاؤه للمشاركة مع المنتخب الجزائري في بطولة كأس أفريقيا وهو ينشط ضمن القسم الثالث لإحدى البطولات عبر العالم.
وبعد أن ظهرت قائمة بيتكوفيتش أمس، ظهر معها الاستثناء التاريخي، وهو الحارس أنطوني ماندريا، الذي ينشط مع فيريق كان الفرنسي ضمن القسم الثالث للبطولة المذكورة، وهو حدث تاريخي لم يتعود لا ماضينا ولا حاضرنا ولا مستقبلنا عليه.
وقام هذا الاستدعاء بإحداث لغط كبير وسط الشارع الرياضي الحزائري، الذي أقر أن هذا الاستدعاء ربما يكون وصمة عاو على الكرة الجزائرية، واحتقارا للبطولة الوطنية التي جلبت عددا هائلا من الحراس الجيدين، حتى أن حاضر البطولة الوطنية فيه من الحراس مافيه، لكن أن يصل الأمر لاستدعاء حارس ينشط في القسم الثالث، فهذا ضرب من الخيال وإشارة مبطنة سلبية تجاه كرة القدم الجزائرية.
فاستدعاء كهذا يدفعك للتعجب حول ماهية المعايير المستخدمة في الاستدعاءات، كما يدفعك لطرح تساؤل واضح وواقعي، وهو “هل ماندريا أحسن من كل الحراس المتواجدين في الجزائر؟ أو هل ماندريا هو من سيأتي لنا بكأس أفريقيا؟”، في حين أن هذه البطولة توجت بها الجزائر مرتين بدون مندريا سنتي 1990 وكذا 2019، خاصة أن الأولى كانت بحارس ينشط في البطولة الوطنية، ناهيك عن حراس ينشطون في البطولة الجزائرية على غرار غاواوي وشاوسي وسرباح وآخرون قادوا الخضر نحو كأس العالم، فهل كلهم كانوا ينشطون في الأقسام السفلى!
هو حدث تاريخي ذو أبعاد ربما سلبية، لكن تحتم علينا احترام قرارات الناخب الوطني، كونها عقلية وثقافة كروية جزائرية متداولة عبر التاريخ، وهي تشجيع المنتخب في كل الحالات، ومناصرته بمن حضر.

