تغيرت العديد من العوامل بين تربصي الشهر الفارط، وملامح بداية التربص الجديد، ولعلى أهم الاختلافات ليست في قدوم الجدد أو عدم استدعاء بعض الركائز السابقة، خاصة أن التربص الفارط لم يقتنع به كثيرا الناخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش، بخصوص أغلب لاعبيه، ما جعل الناخب يعطي لاعبيه عذرا مقنعا لأبعد الحدود، كون شهر سبتمبر لم تكن وتيرته سريعة خاصة في الجانب البدني كون الموسم ما زال في بدايته، وأغلب عناصره لم تدخل غمار المنافسات الحقيقية، كما ان البعض لم يأخذ الكثير من الدقائق مع أنديتهم.
لكن بيتكوفيتش في وضع يحسد عليه الآن، خاصة أن الحال تغير ولن يجد فرصة مثل هذه، للعب مباراة استعراضية كبيرة، أمام منتخب الصومال، في مدينة وهران. إذ أن لاعبي الخضر يتواجدون في فورمة جيدة، وحتى في معنويات مرتفعة، بسبب تألقهم وعودتهم للعب كأساسيين، وأيضا مع انتصارات أنديتهم، حتى على الصعيد الأوروبي.
فلو وضعنا الأصبع على الجرح وبالتحديد في خط الدفاع، لوجدنا ركيزة مثل رامي بن سبعيني متواجد حاليا في قمة عطائه، حتى إنه صار من أحسن لاعبي ناديه بوريسيا دورتموند، ناهيك على ما قدمه عيسى ماندي في ظرف ثلاثة أيام بين روما في إيطاليا وباريس سان جيرمان في مدينة ليل، وهو ما يوحي بأننا أمام ماندي نسخة بيتيس، عندما كان المدافع الذي لا يمكن الاستغناء عنه، علما أن في المباراتين الفارطتين كان ماندي قوة ضاربة ولم يتلق ناديه سوى هدف وحيد فيهما، من كرة ثابتة أمام باريس سان جيرمان..
وعلى صعيد خط الوسط عاد بوداوي إلى اللعب كأساسي، وعودته جاءت في موعدها، وقيادته لنيس للتعادل في موناكو بهدفين لكل فريق ولعب مباراة مقبولة، كما صار نبيل بن طالب أساسيا مع ناديه، ولعب أمام باريس سان جيرمان 66 دقيقة وكان تنقيطه 6.9، وهو ما يضعنا في وسط ميدان مريح في وجود شايبي الذي يلعب باستمرار مع ناديه فرانكفورت، وأيضا مازة الذي لعب شوطا ثانيا رائعا أمام إنيون برلين، جعل الإشادة بفنياته لا تنقطع في ألمانيا، وغالبا ما سينحصر خط وسط مباراة الصومال على هذا الرباعي، وأي منهم مفيد للخضر في مباراة وجب تقديم آداء راقي فيها زائد النتيجة، في وجود لاعبين في قمة عطائهم.
وإذا تطرقنا للهجوم، فلا خوف على ثلاثي تونس والخليج وهم بونجاح وبلايلي ومحرز، فهم يلعبون باستمرار وأساسيين وحاسمين فوق العادة، بالإضافة لأمين غويري، الذي عاد بقوة في مباراة ميتز الأخيرة بعد دخوله احتياطيا وتسجيله لهدف وتقديم تمريرة مفتاحية، أما الحالة الاستثنائية فتكمن في تراجع عمورة ويعود الأمر إلى تواضع مستوى ناديه مع بداية هذا الموسم، لكن هذا لا يوقف ما عودنا عمورة عليه، بالتألق مع الخضر مهما كانت الظروف، أما في هولندا، فتألق حاج موسى مستمر،ولمدة 90 دقيقة. في اللقاء الأخير، سجل ناديه ثلاثية في عقر الديار، ولم تكن لحاج موسى لا تمريرة حاسمة ولا هدف، ومع ذلك قدم حاج موسى لمحات فنية أمتع بها الجماهير الحاضرة في الملعب، وحصل على سادس أعلى تنقيط في في هذا اللقاء، أما بدر الدين بوعناني فأصبح منذ وصوله لشتوتجارت يلعب بانتظام.
الفريد من نوعه وما يبعث بالتفاؤل، هو تواجد بعض أندية لاعبي المنتخب الوطني في المقدمة، كفينورد رائد ترتيب الدوري الهولندي، ومارسيليا ثاني الترتيب في فرنسا بفارق نقطة واحدة عن المتصدر باريس سان جيرمان، والذي تغلب على رفقاء غويري في الفيلودروم بهدف لصفر.
ولن يحلم بيتكوفيتش بهكذا قائمة، والتي سيحاول استغلال تألقها في الفترة الأخيرة مع أنديتها وإسقاء هذا التألق على المنتخب خلال المبارتيني المفصليتين التي سيلعب فيهم العامل البدني أحد أهم الإسلحة في صراع نحو افتكاك تأشيرة التأهل لمونديال 2026.