قاد الناخب الوطني ذو الجنسية السويسرية، فلاديمير بيتكوفيتش المنتخب الجزائري للتأهل للدور الثاني من منافسات كأس أمم أفريقيا، بعد أن غاب عنه الخضر في النسختين الماضيتين.
وعرف لقاء اليوم قراءة جيدة للمباراة من قبل بيتكوفيتش، قبل وأثناء المباراة بالرغم من الصعاب التي واجهته، وكانت أولاها في الدقائق الأولى، بإصابة أحد ركائز خطته لهذه المباراة وهو حجام، ليتصرف بحنكة ويعيد ايت نوري للوراء ويفرض عليه تحفظا دفاعية وعدم المغامرة في الهجوم، فضلا على إلزام عمورة وبوداوي على مساندته، وهو ما حدث أين تم تأمين الجهة اليسرى طيبة المباراة.
لم يتوقف الأمر إلى هذا الحد، واستمر سوء طالع بيتكوفيتش، الذي أصيب له ركيزة أساسية أخرى المختارة خصيصا لهذه المباراة وهو سمير شرقي، بكن بيتكوفيتش ارتأى بقراءة جيدة أن يقوم بتغيير جذري لخطته، للمحافظة على النتيجة.
وانتهج بيتكوفيتش بكل واقعية ومنطقية، بمجرد خروج شرقي، نظاما دفاعيا بامتياز، تنشطه الهجمات المرتدة السريعة، والتي نتج عليها العديد من الكرات الخطيرة للاعبي الخصر الذين تبادلوا في تضييعها وكانوا قاب قوسين أو أدنى من قتل المباراة.
وفي الشق الدفاعي، لم يترك بيتكوفيتش بخطته للفريق البوركينابي، أي فرصة محققة تقريب للتسجيل، أين فرص على لاعبيه الصرامة والتكل والانضباط داخل منطقة عمليات الخضر، فضلا على القتالية الواضحة والتي غابت عن لاعبي المنتخب الجزائري منذ فترة ليست بالقصيرة.
هذه التقلبات التي أرغمتها المباراة، حسبت لبيتكوفيتش نجاحه في التعامل معها بذكائه وخبثه وخبرته الكروية، فضلا عن هدوءه طيلة المباراة لقراءة كل صغيرة ومبيرة، والنتيجة تأهل مستحق وامتحان جديد نجح فيه “بيتكو”.

