شهد يوم الجمعة الماضي لحظة تاريخية في مسيرة رياض محرز، حيث خاض مباراته رقم 100 مع المنتخب الجزائري، ليكرس بذلك مسيرة دولية استثنائية. وبهذه المناسبة، أشاد المدرب البوسني وحيد حاليلوزيتش، الرجل الذي منح محرز أول استدعاء له مع “الخضر”، بتطوره في حديث خاص لموقع الفيفا.
يقول حاليلوزيتش:”عندما بدأت بمتابعته، كان لا يزال احتياطيا في الدرجة الثانية الإنجليزية. لكن بعد بضعة أسابيع، بدأ يشارك ويظهر أشياءً مثيرة للاهتمام، وكنت دائمًا أبحث عن المواهب الجديدة، خصوصًا في الهجوم.”
استدعاؤه للمنتخب أثار الكثير من الجدل، حيث لم يكن معروفا لدى الجماهير الجزائرية ولم يسبق له أن لعب مع المنتخب في أي فئة عمرية. يضيف حاليلوزيتش:”لقد تعرضت لانتقادات لاذعة لأن أحدًا لم يكن يعرفه، ولكنني كنت واثقا من إمكانياته.”
رغم ظهوره المحدود في مونديال 2014، بدأ محرز في فرض نفسه بسرعة، حيث تحول إلى نجم بارز مع ليستر سيتي، وساهم في تتويج الفريق بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز عام 2016، كما حصد جائزة أفضل لاعب في البريميرليغ. انتقاله إلى مانشستر سيتي عام 2018 جعله يواصل حصد الألقاب، وصولًا إلى تحقيق دوري أبطال أوروبا عام 2023. يقول حاليلوزيتش عن محرز:”إنه لاعب ذو إمكانيات فنية رائعة، لا يفقد الكرة بسهولة، يجيد المراوغة، يمكنه الاحتفاظ بالكرة بين أكثر من لاعب، صنع الفرص، وتسجيل الأهداف. يمتلك موهبة فنية استثنائية.”
تحت قيادة المدرب جمال بلماضي، أصبح محرز قائد المنتخب الجزائري، ولعب دور محوري في تتويج الجزائر بكأس أمم إفريقيا 2019، وخاصة بهدفه الأسطوري في نصف النهائي ضد نيجيريا من ضربة حرة في اللحظات الأخيرة. يقول حاليلوزيتش:”لقد أصبح قائدًا للمنتخب، وأثبت أنه لاعب رائع على جميع المستويات.”
اليوم، وبعد أن بلغ 100 مباراة دولية مع المنتخب الجزائري، يعتبر محرز أحد أعظم اللاعبين في تاريخ “الخضر”، حيث تحول من لاعب مغمور في الدرجة الثانية الإنجليزية إلى نجم عالمي وقائد منتخب بلاده. مسيرته تعد نموذجا للإصرار والتحدي، وستظل مصدر إلهام للأجيال القادمة في كرة القدم الجزائرية.