دخل مشروع أكاديمية شبيبة الساورة لكرة القدم حيز التجسيد الفعلي، بعد إعطاء والي ولاية بشار، أحمد بن يوسف، يوم الخميس الماضي، إشارة انطلاق أشغال إنجاز الشطر الأول من هذا الصرح الرياضي، الذي يُعد الأول من نوعه في جنوب الجزائر، وذلك بحضور مسيري النادي، والسلطات المحلية والأمنية، ومدير الشباب والرياضة للولاية، إلى جانب
ممثلي الشركات المكلفة بالإنجاز.
ويُعتبر هذا المشروع خطوة استراتيجية هامة في مسار تطوير كرة القدم بالمنطقة، حيث يهدف إلى توفير بيئة احترافية لتكوين المواهب الشابة، وضمان استمرارية النادي على أسس علمية وبيداغوجية حديثة.
مشروع استراتيجي بدعم محلي ورعاية مؤسساتية
وحسب الاتفاق المبرم، فإن الشطر الأول من المشروع سيكون على عاتق السلطات المحلية لولاية بشار، في إطار سياسة الدعم والمرافقة الموجهة للأندية الرياضية، باعتبار أن الأكاديمية مرفق رياضي شباني يخدم أبناء الولاية. ويتمثل هذا الشطر في إنجاز الجدار الخارجي للأكاديمية وثلاثة ملاعب مخصصة للتدريبات.
أما بقية مراحل المشروع، فستتكفل بها شركة “إينافور” البترولية، المالكة لغالبية أسهم الشركة الرياضية لشبيبة الساورة، بالتنسيق مع إدارة النادي، مع إمكانية فتح المجال لمساهمات أخرى مستقبلًا.
ويعود الفضل الكبير في بلورة فكرة الأكاديمية إلى الرئيس السابق والمؤسس محمد زرواطي، الذي ناضل طويلًا من أجل تجسيد هذا المشروع، واضعًا نصب عينيه إنشاء أكاديمية تضاهي نظيراتها العالمية. حلم ظل يراود إدارة النادي لسنوات، قبل أن يتحول اليوم إلى واقع ملموس فوق أرض بشار.
أكاديمية بمعايير عالمية
وبحسب إدارة شبيبة الساورة، فقد أُسندت الدراسة الفنية والهندسية لمكتب دراسات من مستوى عالٍ، حيث يتضمن المشروع في صيغته الكاملة خمسة ملاعب تدريبية، إضافة إلى مرافق متكاملة تشمل الإقامة، التدريس، العمل البيداغوجي، الإطعام، والخدمات اللوجستية، بما يضمن تكوينًا شاملاً للاعبين ويهيئهم لمستويات أعلى، سواء مع الفريق الأول أو المنتخبات الوطنية الشبانية.
ويأتي انطلاق الأشغال بعد تأخر دام قرابة ثلاث سنوات، حيث كان الوالي السابق قد أعطى إشارة انطلاق المشروع بتاريخ 11 جويلية 2023، غير أن الأشغال لم تنطلق لأسباب ظلت غير واضحة، رغم استيفاء جميع الشروط الإدارية والتقنية آنذاك.
نحو مستقبل واعد لكرة القدم بالجنوب
وتُعلّق جماهير شبيبة الساورة آمالًا كبيرة على هذا المشروع، الذي من شأنه إنهاء معاناة الفئات الشبانية مع نقص مرافق التدريب، والمساهمة في بروز جيل جديد من اللاعبين، يعزز مكانة النادي محليًا وقاريًا، ويجعل من الأكاديمية مدرسة حقيقية لكرة القدم في جنوب الجزائر.
